الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لم يكن رسول الله فاحشاً، ولا لعاناً

          2090- الخامس والسَّبعون: عن هلال بن علي عن أنس قال: «لم يكن / رسول الله صلعم فاحشاً، ولا لعَّاناً، ولا سبَّاباً، كان يقول عند المعتَبة: ما لَه! [ترِبَت يمينُه]»(1). [خ¦6031]


[1] ترِب الرّجل: إذا افتقَر، وأَترب إذا استغنَى، وقَوله: «تَرِبت يمينُه»، قال أبو عُبيدٍ: ترى أن النبي صلعم لم يتعَمَّد الدُعاءَ بالفقر على من خاطبه، ولكنها كلمة جاريةٌ على ألسِنةِ العَرب، يقولونها وهم لا يريدون وقُوعَ الأمر، وقال ابن عَرَفة: معناه ترِبت يمِينه إن لم يفعل ما أُمِر به، وقال ابن الأنباري: معناه: لله درُّك إذا استعملتَ ما أمرتُك به، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه دعاء على الحقيقة، واحتج بحديثٍ لخُزيمة فيه «انعَمْ صباحاً تربِتْ يداك»، قال: وهذا يدل على أنه دعاءٌ له وليس بدعاءٍ عليه، ألا تراه قال انعَمْ صباحاً ثم عَقّبه بترِبت يداك، وأن العرب تقول: لا أمَّ لك ولا أبَ لك، يريدون لله درُّك.