الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: رأيت قدح النبي عند أنس بن مالك

          2082- السَّابع والسِّتُّون: عن عاصم بن سليمان الأحول قال: «رأيت قَدَحَ النَّبيِّ صلعم عند أنسِ بنِ مالك، وكان قد انصدع فَسَلْسَلَه بفضَّةٍ، قال: وهو قدحٌ جيِّدٌ عريضٌ من نُضار(1).
          قال أنس: لقد سقيتُ رسول الله صلعم في هذا القدح أكثر من كذا وكذا».
          قال: وقال ابن سيرين: «إنَّه كان فيه حَلْقَة من حديد، فأراد أنسٌ أن يجعل مكانَها حلْقة من ذهب أو فضَّة، فقال له أبو طلحة: لا تغيِّر شيئاً صنعَه رسول الله صلعم، فتركه». هكذا في رواية(2) أبي عوانة عن عاصم. [خ¦5638]
          وقال في رواية عبدان عن أبي حمزة عن عاصم عن ابن سيرين عن أنس: «أنَّ قدح النَّبيِّ صلعم انكسر، فاتَّخذ مكانَ الشَّعب سلسلةً من فضَّةٍ».
          قال عاصم: رأيت القدح وشربت فيه(3). [خ¦3109]
          ذكر أبو مَسعودٍ الدِّمشقيُّ في «الأطراف» هذين الحديثين في ترجمة عاصم عن أنس، وجعَلَهما حديثاً واحداً، وذكر لهما الطَّريقين المذكورين دون بيانٍ، / واللَّفظان والإسنادان مختلفان كما ترى، وقد بيَّن ذلك خلفٌ الواسطيُّ، فجعَل رواية عبدان عن أبي حمزة في ترجمة ابن سيرين عن أنس، والأخرى في ترجمة عاصم عن أنس على الصَّواب، ومن تأمَّل ما في التَّعليقتين وما في «كتاب البخاري» استبان له ما بيَّنَّا.
          وعند مسلم طرف من ذلك من حديث حَمَّاد بن سلمة عن ثابتٍ عن أنس قال: «لقد سقيتُ رسول الله صلعم بقَدحي هذا الشَّرابَ كلَّه: العسلَ والنَّبيذَ والماءَ واللَّبنَ».


[1] قدَحٌ من نُضار يقال: النضار النَّبع، ويقال: النُّضار شجرة الأثل، وقيل: النُّضار الخالص من كل شيء، وقيل: النُّضار أقداح حمرٌ شبَّهت بالذهب، ويقال للذهب: النُّضار.
[2] انتقل نظر ناسخ (الحموي) إلى كلمة (رواية) التالية، فسقط ما بينهما.
[3] وفي (ق): (وشربت منه)، وأشار في هامشها إلى المثبت، وهو موافق لنسختنا من «البخاري».