الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: بينما نحن جلوس مع النبي في المسجد

          2015- الثَّامن والسِّتُّون بعد المئة: أخرجه البخاريُّ من حديث شريك بن عبد الله بن أبي نَمِرٍ عن أنس بن مالك قال: «بينما نحن جلوسٌ مع النَّبيِّ صلعم في المسجد، إذ دخل رجلٌ على جَمَلٍ، ثمَّ أناخه في المسجد، ثمَّ عَقَلَه، ثمَّ قال: أيُّكم محمَّد؟ والنَّبيُّ صلعم متَّكئٌ بين ظهرانَيهم، فقلنا: هذا الرَّجلُ الأبيضُ المتَّكئُ، فقال له: ابنَ عبد المطَّلب.
          فقال له النَّبيُّ صلعم: قد أجَبتُك.
          فقال الرَّجل: إنِّي سائلك فمشدِّدٌ عليك في المسألة، فلا تَجِد عليَّ في نفسِك، فقال: سَل عمَّا بدا لك. فقال: أسألُك بربِّك وربِّ مَن قبلَك، آلله أرسلَك إلى النَّاس كلِّهم؟ قال: اللَّهمَّ نعم. قال: أنشُدك بالله، آلله أمرك أن تصلِّيَ الصَّلوات الخمس في اليوم واللَّيلة؟ قال: اللَّهمَّ نعم. قال: أنشُدك بالله، آلله أمرَك أن تصومَ هذا الشَّهر من السَّنة؟ قال: نعم. قال: أنشُدك بالله، آلله آمرَك أن تأخُذ هذه الصَّدقة من أغنيائنا(1) فتقسِمَها على فقرائنا؟ فقال النَّبيُّ صلعم: اللَّهمَّ نعم.
          فقال الرَّجل: آمنتُ بما جئتَ به، وأنا رسولُ مَن ورائي مِن قومي، وأنا ضِمامُ بنُ ثعلَبةَ أخو بني / سعدِ بنِ بَكرٍ». [خ¦63]
          قال البخاريُّ في عَقِبه: رواه موسى وعليُّ بنُ عبد الحميد عن سلَيمانَ بن المغيرة عن ثابتٍ عن أنسٍ. هكذا ذكرَه البخاريُّ تعليقاً من حديث سليمانَ بنِ المغيرةِ، لَم يذكر له إسناداً إلى موسى وعليٍّ عنه.
          وأخرجه مسلم بالإسناد من حديث سليمانَ بنِ المغيرةِ عن أنس _وهو أتمُّ_ قال: «نُهينا في القرآن أن نسأل رسول الله صلعم عن شيءٍ، فكان يعجبُنا أن يجيء الرَّجلُ من أهل البادية العاقلُ فيسألَه ونحن نسمَعُ، فجاء رجلٌ من أهل البادية، فقال: يا محمَّد، أتانا رسولُك، فزَعَم لنا أنَّك تزعُم أنَّ الله أرسَلَك، قال: صدَق. قال: فمن خلَق السَّماء؟ قال: الله. قال: فمن خلَق الأرضَ؟ قال: الله. قال: فمن نصَب هذه الجبالَ وجعَل فيها ما جعَل؟ قال: الله. قال: فبالَّذي خلَق السَّماء وخلَق الأرض ونصَب هذه الجبال آلله أرسلك؟ قال: نعم. قال: وزعَم رسولُك أنَّ علينا خمسَ صلواتٍ في يومنا وليلتنا، قال: صدَق. قال: فبالَّذي أرسلَك، آلله أمرَك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعَم رسولُك أنَّ علينا زكاةً في أموالنا، قال: صدَق. قال: فبالَّذي أرسَلَك، آلله أمرَك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعَم رسولُك أنَّ علينا صوم شهر رمضان في سَنتِنا، قال: صدَق. قال: فبالَّذي أرسَلَك، آلله أمرَك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعَم رسولُك أنَّ علينا حجَّ البيت من استطاع إليه سبيلاً، قال: صدَق. قال: ثمَّ وَلَّى وقال: والَّذي بعثَك بالحقِّ، لا أزيدُ عليهنَّ ولا أنقُص منهنَّ، فقال النَّبيُّ صلعم: لئن صدق ليدخلنَّ الجنَّة».


[1] في (ق): (أغنيانا فتردها) وفي هامشها: (نسخة الأصل: أغنيائنا فيقسمها)، وما أثبتناه موافق لما في البخاري.