الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: يا ابن عوف، إنها رحمة

          2013- السَّادس والسِّتُّون بعد المئة: عن قريش بنِ حيَّانَ عن ثابتٍ عن أنس قال: «دخلنا مع رسول الله صلعم على أبي سيفٍ القَين(1) _وكان ظِئراً لإبراهيمَ_ فأخذ رسول الله صلعم إبراهيمَ فقبَّله وشَمَّه، ثمَّ دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيمُ يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلعم تذرِفان، فقال عبد الرَّحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ قال: يا ابن عوف، إنَّها(2) رحمة. ثمَّ أتبَعَها بأخرى / فقال: إنَّ العينَ تدمَعُ، والقلبَ يحزَنُ، ولا نقولُ إلَّا ما يُرضي ربَّنا، وإنَّا بك يا إبراهيمُ لمحزونون». لفظ حديث البخاريّ. [خ¦1303]
          وليس لقريش بن حيَّان في «الصَّحيح» عن ثابتٍ عن أنس غيرُ هذا.
          قال البخاريُّ في عَقبِ هذا الخبرِ: رواه موسى عن سلَيمانَ بن المغيرة عن ثابتٍ عن أنس عن النَّبيِّ صلعم.
          وقد أخرج مسلمٌ بالإسناد حديث سليمانَ بنِ المغيرةِ عن ثابتٍ عن أنس قال: قال رسول الله صلعم: «وُلِد لي اللَّيلةَ غلامٌ، فسمَّيتُه باسم أبي إبراهيمَ. ثمَّ دفعه إلى أمِّ سيفٍ امرأةِ قَينٍ يقال له: أبو سيف، فانطلَق يأتيه، فاتَّبعته، فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بِكِيره وقد امتلأ البيت دخاناً، فأسرَعت المشي بين يَدي رسول الله صلعم، فقلت: يا أبا سيف، أَمسِك، جاء رسول الله صلعم، فأمسَكَ، فدعا النَّبيُّ صلعم بالصبي فَضَمَّه إليه، وقال ما شاء الله أن يقول، فقال أنس: لقد رأيته وهو يَكِيدُ بنفسه بين يدي رسول الله صلعم، فدمعَت عينا رسول الله صلعم، وقال: تدمَعُ العينُ، ويحزن القلبُ، ولا نقول إلَّا ما يُرضي ربّنا، والله يا إبراهيمُ إنَّا بك لمحزونون».


[1] القَين: الحداد، وجمعه قيون.
[2] في (ق): (إنما هذه) وفي هامشها: (نسخة إنها).