الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن أم سليم كانت تبسط للنبي نطعاً

          2012- الخامس والسِّتُّون بعد المئة: أخرجه البخاريُّ عن ثمامة عن أنس: «أنَّ أمَّ سُلَيم كانت تبسط للنَّبيِّ صلعم نِطَعاً فيقيل عندها على ذلك النِّطَع، فإذا قام النَّبيُّ صلعم أخذَت من عرقِه وشعرِه فجمَعَته في قارُورَةٍ ثمَّ جعلَته في سُكٍّ(1)، قال: فلمَّا حضَر أنسَ بن مالك الوفاةُ أوصى أن يُجعَلَ في حَنوطه من ذلك السُّكِّ. / قال: فجُعِلَ في حَنوطه». [خ¦6281]
          وأخرجه مسلم من حديث إسحاقَ بنِ عبد الله بنِ أبي طلحةَ عن أنسٍ قال: «كان النَّبيُّ صلعم يدخل بيت أمِّ سُلَيم فينام على فراشها وليست فيه، قال: فجاء ذات يومٍ فنام على فراشها، فأُتِيَتْ، فقيل لها: هذا النَّبيُّ صلعم نائمٌ في بيتك على فراشك، قال: فجاءت وقد عَرِقَ واستنقع عرقُه على قطعة أديمٍ على الفراش، ففتحت عَتيدَتها، فجعلت تُنَشِّفُ ذلك العرق فتعصِرُه في قواريرها، ففزِع النَّبيُّ صلعم فقال: ما تصنعين يا أمَّ سُلَيم؟ فقالت: يا رسول الله، نرجو بركتَه لصِبياننا، قال: أصبتِ».
          وأخرجه مسلم أيضاً من حديث سليمانَ بن المغيرةِ عن ثابتٍ عن أنس قال: «دخل علينا النَّبيُّ صلعم فقَالَ عندنا، فعرِق، وجاءت أمِّي بقارورةٍ، فجعَلت تَسْلُتُ العرَق فيها، فاستيقَظ النَّبيُّ صلعم فقال: يا أمَّ سُلَيم، ما هذا الَّذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقُك نجعلُه في طيبنا، وهو أطيب الطِّيب».
          وقد روي هذا عن أنسٍ عن أمِّ سُلَيم وهو مذكورٌ في مُسندِها إن شاء الله.


[1] السُّكُّ: نوع من الطيب، قال في «المجمل»: وهو عربي.