الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: اذهب إليه فقل له: إنك لست من

          2011- الرَّابع والسِّتُّون بعد المئة: أخرجه البخاريُّ من حديث موسى بن أنس عن أنس: «أنَّ النَّبيَّ صلعم افتقد ثابت بن قيس، فقال رجلٌ: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمَه، فأتاه فوجَده جالساً في بيته منكِّساً رأسَه، فقال: ما شأنُك؟ قال: شرٌّ، كان يرفَع صوته فوق صوت النَّبيِّ صلعم، فقد حبِط عمَلُه(1)، وهو من أهل النَّار.
          فأتى الرَّجلُ النَّبيَّ صلعم فأخبره أنَّه قال كذا وكذا، فقال موسى بن أنس: فرجع إليه المرَّة الآخرة(2) ببِشارةٍ عظيمةٍ، فقال: اذهب إليه فقل له: إنَّك لست من / أهل النَّار، ولكنَّك من أهل الجنَّة». [خ¦3613]
          وأخرجه مسلم من حديث سليمان التَّيمي وحمَّاد بن سلمة وجعفر بن سليمان وسليمان بن المغيرة جميعاً عن ثابتٍ عن أنس _واللَّفظ لحديث حمَّاد_ : «أنَّه لمَّا نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الآية [الحجرات:2] جلَس ثابت في بيته، وقال: أنا من أهل النَّار، واحتبَس عن النَّبيِّ صلعم، فسأل النَّبيُّ صلعم سعدَ بنَ معاذ، فقال: يا أبا عمرو، ما شأنُ ثابت؟ أشْتَكى؟ فقال سعد: إنَّه لَجارِي وما علِمتُ له بشكوى.
          قال: فأتاه سعدٌ فذكَر له قولَ النَّبيِّ صلعم، فقال ثابتٌ: أُنزِلَت هذه الآيةُ، وقد علِمتم أنِّي مِن أرفعِكم صوتاً على رسول الله صلعم، فأنا من أهل النَّار، فذكَر ذلك للنَّبيِّ صلعم، فقال: بل هو من أهل الجنَّة».
          وأحاديثُ الباقين بنحو حديث حَمَّاد، وليس عندهم فيه ذكر سعد بن معاذ.
          وأوَّل حديث جعفر بنِ سليمانَ: «كان ثابت بن قيس بن شمَّاس خطيبَ الأنصار، فلمَّا نزلت هذه الآية...» وذكر قول ثابت. زاد في حديث سليمان التَّيمي: (فكنَّا نراه يمشي بين أظهرنا، رجلٌ من أهل الجنَّة).
          وليس لسليمان التَّيمي عن ثابتٍ عن أنس في «الصَّحيح» غيرُ هذا.


[1] حبِط العملُ يحبَط: إذا بطَل وفسَد، من قولهم: حبِطَت الدابة تحبَط حبَطاً إذا أصابت مرعىً طيباً فأفرطت في الأكل حتى تنتفخ فتموت.
[2] في (الحموي): (الأخرى)، وما أثبتناه موافق لما في البخاري.