الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن

          1977- الثَّلاثون بعد المئة: عن عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس قال: «لمَّا كان يومُ أحد انهزَم النَّاسُ عن النَّبيِّ صلعم، وأبو طلحةَ بين يدَي النبي صلعم مُجَوِّبٌ به عليه بِحَجَفة(1).
          وكان أبو طلحةَ رجلاً رامياً شديد النَّزع، لقد / كسر يومئذٍ قوسين أو ثلاثاً، وكان الرَّجل يَمُرُّ معه الجعبة(2) من النَّبل، فيقول: انثرها لأبي طلحةَ.
          قال: ويشرف النَّبيُّ صلعم ينظُر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: يا نبيَّ الله، بأبي أنت وأمِّي، لا تشرف يُصِبكَ سهمٌ من سهام القوم، نَحري(3) دون نَحرِكَ.
          ولقد رأيتُ عائشةَ وأمَّ سُلَيم وإنَّهما لمشمِّرتان أرى خَدَمَ(4) سوقهما، ينقلان القِرَب على متونهما، يُفرِغانه في أفواه القوم، ثمَّ يرجعان فيملآنها، ثمَّ يجيئان فيفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقَع السَّيف من يد أبي طلحة إمَّا مرَّتين وإمَّا ثلاثاً». [خ¦2880]
          وللبخاريِّ من حديث إسحاقَ بنِ عبدِ الله عن أنس قال: «كان أبو طلحة يتَترَّس مع النَّبيِّ صلعم بترسٍ واحدٍ، وكان أبو طلحة حسَنَ الرَّمي، فكان إذا رمى يشرف النَّبيُّ صلعم فينظُر إلى موضع نَبْلِه». [خ¦2902]


[1] مجوِّب عليه: أي ساتر له، قاطع بينه وبين العدو بحجفة، والحَجَفة: ترس صغير يطارق بين جلدين، أي: يُجعل أحدُهما فوق الآخر ويجعل منهما حجفة، والجوب القطع، يقال: جُبت البلاد أجوبها جوباً أي قطعتُها، قال تعالى: {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} [الفجر:9] قطعوها.
[2] الجَعبَة: خريطة النّشَّاب من جلود.
[3] النحر: أول الصدر، وهو موضع القلادة.
[4] الخدَمة: الخَلخَال، والجمع خَدَمٌ وخِدامٌ، والخدَمَة سير غليظ مثل الحَلَقة يشد في رُسغ البعير، والرُّسغ ما فوق الخفِّ من أوّل القوائم، والرّسغ من الإنسان مجتمَع الساق والقدم، قال أبو عُبيد: أصل الخدَمَة الحلَقَة المستديرة، وقد يُسمى السَّاقان خَدَمين؛ لأنهما موضع الخدمين، وهما الخَلخَالان، ويقال: المرادُ بذلك مخرَج الرِّجْل من السراويل.