الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: خدمت النبي عشر سنين، والله ما قال

          1963- السَّادس عشر بعد المئة: عن سلَّام بن مِسْكين عن ثابتٍ البُناني عن أنس قال: «خدَمتُ النَّبيَّ صلعم عشرَ سنين، والله ما قال لي: أفٍّ(1) قطُّ، ولا / قال لي لشيءٍ: لِم فعلتَ كذا، وهلَّا فعلت كذا». [خ¦6038]
          وأخرجه مسلم من حديث حمَّاد بن زيد عن ثابتٍ عن أنس بنحوه.
          وأخرجاه من حديث إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ ابنِ عُليَّةَ عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: «لمَّا قدِمَ رسول الله صلعم المدينةَ أخَذ أبو طلحةَ بيدي، فانطلَق إلى رسول الله صلعم، فقال: يا رسول الله، إنَّ أنساً غلامٌ كيِّسٌ فليخدُمك، قال: فخَدَمتُه في السَّفر والحضر، والله ما قال لي لشيءٍ صنَعته: لِمَ صنَعْتَ هذا هكذا، ولا لشيءٍ لَم أصنَعه: لِمَ لَم تصنَعْ هذا هكذا». [خ¦6911]
          وأوَّل حديث يعقوبَ بنِ إبراهيمَ عن ابنِ عليَّة: «قدِم رسول الله صلعم المدينةَ ليس له خادمٌ، فأخذ أبو طلحةَ بيدي، فانطلَق بي إلى رسول الله صلعم...»، ثمَّ ذكره(2). /
          وأخرجه مسلم من حديث سعيد بن أبي بُردَة عن أنس قال: «خدَمتُ رسول الله صلعم تسعَ سنين، فما أعلمه قال لي قطُّ: لِمَ فعَلْت كذا وكذا، ولا عاب عليَّ شيئاً قطُّ».
          ومن حديث إسحاقَ بنِ أبي طلحةَ عن أنس، وفيه زيادةٌ، قال: «كان رسول الله صلعم من أحسَن النَّاس خُلُقاً، فأرسَلَني يوماً لحاجةٍ فقلت: والله لا أذهب _وفي نفسي أن أذهَب لِما أمرَني به نبيُّ الله صلعم_ فخرَجْت حتَّى أمرَّ على صبيانٍ وهم يلعبون في السّوق، فإذا برسول الله صلعم قد قَبض بقفايَ من ورائي، قال: فنظَرتُ إليه وهو يضحَك، فقال: يا أنس، ذهبتَ حيثُ أمرتُك؟ قال: قلت: نعم، أنا أذهَبُ يا رسول الله.
          قال أنس: والله لقد خدَمته تسعَ سنين ما علِمتُه قال لشيءٍ صنَعتُه: لِمَ فعَلت كذا وكذا، أو شيء تركتُه: هلَّا فعَلتَ كذا وكذا».


[1] أفَّفَ الرجل تأفيفاً: إذا قال عند كراهية الشيء أُف، واختلفوا في العبارة عن معناها: فقال ثعلب: الأُفُّ قلامة الظفر، وقال غيره: الأُفُّ ما رفعتَ من الأرض من عود أو قصَبَة، وقال الخليل: الأفُّ وسخ الظفر، وكلُّها يرجع إلى ما يُستكره ويُستثقل ويُضجر منه، والتُّفُّ أيضاً الشَّيء الحقير، وقرئ أُفٍّ منوناً مخفوضاً كما تخفَض الأصوات وتنوَّن تقول: صهٍ ومهٍ.
[2] في (ق): (ثمَّ ذكر نحوه).قال الحافظ المقدسي: وهذه للبخاري.اهـ قلنا: هي فيه برقم: ░2768▒.