الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالاً

          1956- التَّاسع بعد المئة: عن حُمَيد عن ثابتٍ عن أنس قال: «واصَلَ / رسول الله صلعم(1) في آخر شهر رمضان، فواصل ناسٌ من المسلمين، فبلَغه ذلك، فقال: لو مُدَّ لنا الشَّهرُ لواصلنا وِصالاً يدَعُ المتعمِّقون تعمُّقَهم، إنَّكم لستم مثلي _أو قال: لست مثلكم_ إنِّي أظلُّ يُطعِمُني ربِّي ويسقيني». [خ¦7241]
          وقال البخاريُّ: وتابعه سليمان عن ثابتٍ.
          وأخرجه البخاريُّ من حديث شعبَةَ عن قتادَةَ عن أنس عن النَّبيِّ صلعم قال: «لا تواصِلوا.
          قالوا: إنَّك تواصل! قال: إني لستُ كأحدٍ منكم، إنِّي أُطعَم وأُسقى، أو إنِّي أبيتُ أُطعَم وأُسقَى». [خ¦1961]
          وأخرجه مسلمٌ بزيادةٍ من حديث سليمانَ بن المغيرةِ عن ثابتٍ عن أنس قال: «كان رسول الله صلعم يصلِّي في رمضان، فجئتُ فقمتُ إلى جنبه، وجاء رجلٌ فقام أيضاً حتَّى كنَّا رهطاً(2)، فلمَّا أحسَّ النَّبيُّ صلعم أنَّا خلفَه جعل يتجوَّز في الصَّلاة(3)، ثمَّ دخل رحلَه يصلِّي صلاةً لا يصلِّيها عندنا، قال: فقلنا له حين أصبحنا: أفطِنت لنا اللَّيلةَ؟ قال: فقال: نعم، ذاك الَّذي حملني على الَّذي صنعتُ.
          قال: فأخذ يواصلُ رسول الله صلعم، وذاك في آخر الشَّهر، فأخذ رجالٌ من أصحابه يواصلون، فقال النَّبيُّ صلعم: ما بال رجالٍ يواصلون؟ إنَّكم لستُم مثلي، أمَا والله؛ لو تمادى لي الشَّهر لواصلت وِصالاً يدَعُ المتعمِّقون تعمُّقَهم» (4). /


[1] في (الحموي): (عن أنس أن النبي صلعم واصل)، وما أثبتناه موافق لما في «الصحيحين».
[2] الرَّهط: العصابة من الناس دون العشرة، ويقال: الأربعين.
[3] تجوَّز في الصلاة: أي خففها ليخرج سريعاً منها، يقال: جُزت الموضع: أي سرت عنه وتحولت منه.
[4] التعمق والتنطع والتكلف: بمعنًى متقارب، وربما كان بعضها أكثر إفراطاً.