-
مقدمة المصنف
-
مسانيد العشرة
-
مسانيد المقدمين
-
مسانيد المكثرين
-
مسند عبد الله بن العباس
-
مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب
-
مسند جابر بن عبد الله الأنصاري
-
مسند أبي سعيد الخدري
-
مسند أنس بن مالك
-
المتفق عليه
- حديث: من سره أن يبسط عليه في رزقه
- حديث: اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة
- حديث: إذا قدم العشاء فابدؤوا به قبل أن
- حديث: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا
- حديث: أن النبي دخل مكة عام الفتح وعلى
- حديث: قدم النبي المدينة وأنا ابن عشر
- حديث: أنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول
- حديث: إنما جعل الإمام ليؤتم به
- حديث: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل
- حديث: لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة
- حديث: فإني أعطي رجالاً حديثي عهد بكفر أتألفهم
- حديث: إن الله تابع الوحي على رسول الله
- حديث: كان رسول الله إذا ارتحل قبل أن
- حديث: كان رسول الله يصلي العصر والشمس مرتفعة
- حديث: لا تنتبذوا في الدباء ولا في المزفت
- حديث: أنه رأى في يد رسول الله خاتماً
- حديث: أن المسلمين بينما هم في صلاة الفجر
- حديث: لو أن لابن آدم وادياً من ذهب
- حديث: قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء
- حديث: لا يتمنين أحدكم الموت
- حديث: إن الله قد وكل بالرحم ملكاً يقول
- حديث: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين
- حديث: أن رجلاً اطلع من بعض حجر النبي
- حديث: إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم
- حديث: إن رسول الله كان يتنفس في الإناء
- حديث: أنفجنا أرنباً بمر الظهران فسعى القوم فلغـبوا
- حديث: نهى رسول الله أن تصبر البهائم
- حديث: ما كان الله ليسلطك على ذلك
- حديث: أن يهودياً قتل جاريةً على أوضاح لها
- حديث: أن أمه حين ولدت انطلقوا بالصبي إلى
- حديث: والذي نفسي بيده، إنكم لأحب الناس إلي
- حديث: كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح وأبا
- حديث: قوموا فأصلي بكم
- حديث: رأيت رسول الله وحانت صلاة العصر، فالتمس
- حديث: قال أبو طلحة لأم سليم: قد سمعت
- حديث: بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح!
- حديث: كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد
- حديث: أن خياطاً دعا رسول الله طعام صنعه
- حديث: دعا رسول الله على الذين قتلوا أصحاب
- حديث: أن رسول الله كان لا يطرق أهله
- حديث: إني أرحمها قتل أخوها معي
- حديث: اللهم حوالينا ولا علينا
- حديث: أليس قد صليت معنا
- حديث: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال
- حديث: أن النبي رأى أعرابياً يبول في المسجد
- حديث: صليت مع رسول الله الظهر بالمدينة أربعاً
- حديث: خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل
- حديث: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاةً
- حديث: ما هذان النهران يا جبريل
- حديث: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على
- حديث: ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في
- حديث: يتبع الميت ثلاث: أهله وماله وعمله، فيرجع
- حديث: كان ربعةً من القوم، ليس بالطويل البائن
- حديث: التمس لنا غلاماً من غلمانكم يخدمني
- حديث: كان يلبي الملبي فلا ينكر عليه
- حديث: إذا كان يوم القيامة ماج الناس
- حديث: من كان ذبح قبل الصلاة فليعد
- حديث: نهينا أن يبيع حاضر لباد
- حديث: أن رسول الله لما حلق رأسه
- حديث: لم يبلغ من الشيب إلا قليلاً
- حديث: لولا أني رأيت رسول الله يفعله لم
- حديث: الطاعون شهادة لكل مسلم
- حديث: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة
- حديث: إن لكل أمة أميناً، وإن أميننا أيتها
- حديث: لما كثر الناس ذكروا أن يعلموا وقت
- حديث: ويحك يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير
- حديث: من السنة إذا تزوج البكر على الثيب
- حديث: ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون
- حديث: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه
- حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما
- حديث: إن من أشراط الساعة: أن يرفع العلم
- حديث: إن المؤمن إذا كان في الصلاة فإنما
- حديث: البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها
- حديث: سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام
- حديث: أقيموا الركوع والسجود فوالله إني لأراكم من
- حديث: اعتدلوا في السجود ولا يبسطن أحدكم ذراعيه
- حديث: أولم ولو بشاة
- حديث: أن النبي رخص لعبد الرحمن ابن عوف
- حديث: هو عليها صدقة، وهو لنا هدية
- حديث: أن النبي وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون
- حديث: ما رأينا من شيء، وإن وجدناه لبحراً
- حديث: ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع
- حديث: إن الأنصار كرشي وعيبتي، وإن الناس سيكثرون
- حديث: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
- حديث: جمع القرآن على عهد رسول الله أربعة
- حديث: إن الله أمرني أن أقرأ عليك
- حديث: انشق القمر فرقتين
- حديث: لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل
- حديث: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما
- حديث: بعثت أنا والساعة كهاتين...
- حديث: أن النبي ضرب في الخمر بالجريد والنعال
- حديث: يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان الحرص
- حديث: ما من نبي إلا وقد أنذر أمته
- حديث: يجاء بالكافر يوم القيامة، فيقال له أرأيت
- حديث: كان أحب الثياب إلى رسول الله
- حديث: أن النبي قال:
- حديث: كان النبي لا يرفع يديه في شيء
- حديث: إن العبد إذا وضع في قبره، وتولي
- حديث: لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل
- حديث: من نسي صلاةً فليصل إذا ذكر
- حديث: أن رسول الله اعتمر أربع عمر
- حديث: أن رسول الله كان يضرب شعره منكبيه
- حديث: الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط
- حديث: أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا
- حديث: والذي نفسي بيده، إن مناديل سعد بن
- حديث: ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع
- حديث: إن أحداً جبل يحبنا ونحبه
- حديث: أن النبي رأى شيخاً يهادى بين ابنيه
- حديث: لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالاً
- حديث: مر أنس على صبيان فسلم عليهم، وقال
- حديث: لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به
- حديث: الصبر عند الصدمة الأولى
- حديث: إني لا آلو أن أصلي بكم كما
- حديث: مر على النبي بجنازة فأثنوا عليها خيراً
- حديث: أن رجلاً سأل النبي عن الساعة، فقال:
- حديث: خدمت النبي عشر سنين، والله ما قال
- حديث: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة
- حديث: أرأيت إن منع الله الثمرة، بم تستحل
- حديث: كنا نسافر مع النبي لم يعب الصائم
- حديث: تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي
- حديث: قيل للنبي لو أتيت عبد الله بن
- حديث: من ينظر لنا ما صنع أبو جهل
- حديث: إن هذا حمد الله، وإنك لم تحمد
- حديث: أسر إلي النبي سراً فما أخبرت به
- حديث: لكل نبي دعوة دعاها لأمته، وإني اختبأت
- حديث: كنا نصلي مع رسول الله في شدة
- حديث: لبيك عمرةً وحجاً
- حديث: أقيمت الصلاة ورجل يناجي النبي فما زال
- حديث: من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن
- حديث: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن
- حديث: ليردن على الحوض رجال ممن صاحبني
- حديث: إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن
- حديث: يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا
- حديث: كان النبي يصلي في مرابض الغنم
- حديث: أبا عمير، ما فعل النغير
- حديث: البركة في نواصي الخيل
- حديث: خرجنا مع النبي من المدينة إلى مكة
- حديث: أكنتم تكرهون السعي بين الصفا والمروة
- حديث: لا حلف في الإسلام
- حديث: بم أهللت يا علي
- حديث: سألت أنس بن مالك: أكان النبي
- حديث: كان النبي إذا خرج لحاجة تبعته أنا
- حديث: قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا
- حديث: لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها
- حديث: سألت أنس بن مالك، قلت: أخبرني عن
- حديث: آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض
- حديث: كان النبي يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد
- حديث: كان رجل نصرانياً فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران
- حديث: اللهم آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة
- حديث: لن يبرح الناس يسألون
- حديث: أن النبي رأى رجلاً يسوق بدنة، فقال:
- حديث: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله
- حديث: يا أنس! كتاب الله القصاص
- حديث: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال
- حديث: لغدوة في سبيل الله أو روحة خير
- حديث: كان رسول الله يفطر من الشهر حتى
- حديث: تسحروا، فإن في السـحور بركة
- حديث: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث
- حديث: من لبس الحرير في الدنيا فلن يلبسه
- حديث: اللهم أنتم من أحب الناس إلي
- حديث: نهى النبي أن يتزعفر الرجل
- حديث: كان المؤذن إذا أذن قام ناس من
- حديث: {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا} قال: الحديبية
- حديث: اذهب إليه فقل له: إنك لست من
- حديث: أن أم سليم كانت تبسط للنبي نطعاً
- حديث: يا ابن عوف، إنها رحمة
- حديث: الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من
- حديث: بينما نحن جلوس مع النبي في المسجد
-
أفراد البخاري
-
أفراد مسلم
-
المتفق عليه
-
مسند أبي هريرة
-
مسند عبد الله بن العباس
-
مسانيد المقلين
-
مسانيد النساء
-
خاتمة الجمع بين الصحيحين
-
من كلام الحافظ ضياء الدين
1915- الثَّامن والسِّتُّون: عن أبي قِلابَةَ أنَّ عمرَ بنَ عبد العزيز أبرَز سريرَه يوماً للنَّاس، ثمَّ أذِن لهم فدخلوا، فقال لهم: ما تقولون في القَسَامة؟ قالوا: نقول في القَسَامة: القَوَد بها حقٌّ، وقد أقادَت بها الخلفاءُ، فقال لي: ما تقول يا أبا قِلابَةَ؟ ونَصَبَني للنَّاس، فقلت: يا أمير المؤمنين، عندك رؤوسُ الأجناد وأشرافُ العرب أرأيت لو أنَّ خمسين منهم شَهدوا على رجلٍ مُحصَنٍ بدمشقَ أنَّه قد زَنا ولم يَرَوه، أكنت ترجُمه؟ قال: لا، قلت: أرأيت لو أنَّ خمسين منهم شهدوا على رجلٍ بحمص أنَّه قد سرَق، أكنت تقطعُه ولم يرَوه؟ قال: لا.
قلت: «فوالله ما قتل رسول الله صلعم أحداً قطُّ إلَّا في إحدى ثلاث خصالٍ: رجلٌ قَتَلَ بجَريرة نفسه فقُتِلَ، أو رجلٌ زنا بعد إحصانٍ، أو رجلٌ حاربَ الله ورسولَه وارتدَّ عن الإسلام». /
فقال القوم: أوَليس قد حدَّث أنس بن مالك: «أنَّ رسول الله صلعم قطع في السَّرِقة وسَمَرَ الأعين(1) ونبذَهم(2) في الشَّمس؟».
فقلت: أنا أحدِّثكم حديث أنس، حدَّثني أنس: «أنَّ نفراً من عُكْل ثمانيةً(3) قدِموا على رسول الله صلعم، فبايَعوه على الإسلام، فاستوخَموا(4) المدينة فسقِمت أجسامُهم، فشكَوا ذلك إلى رسول الله صلعم، فقال: ألَا تخرُجون مع راعينا في إبله فتُصيبون من أبوَالِها و ألبَانِها؟ قالوا: بلى، فخرَجوا فشرِبوا من ألبانها وأبوالها فصَحُّوا، فقتَلوا راعي رسول الله صلعم، وأَطرَدوا(5) النَّعَمَ، فبلَغ ذلك رسول الله صلعم، فأرسَل في آثارهم فأُدرِكوا، فجيء بهم، فأمرَ بهم فقُطِعَت أيديهم وسَمَرَ أعينَهم، ثمَّ نبذَهم في الشَّمس حتَّى ماتوا».
قلت: وأيُّ شيءٍ أشدُّ ممَّا صنَع هؤلاء؟ ارتدّوا عن الإسلام، وقَتلوا، وسرَقوا.
فقال عَنْبَسَة بنُ سعيد: والله إنْ سمعتُ كاليومِ قطُّ! قلت: أَتَرُدُّ عليَّ حديثي يا عَنَبْسةُ؟ فقال: لا، ولكن جئتَ بالحديث على وجهه، والله لا يزالُ هذا الخبرُ بخيرٍ ما عاشَ هذا الشَّيخُ بين أظهُرِهم(6). /
قلت: وقد كان في هذا سُنَّةٌ من رسول الله صلعم: «دخَل عليه نفرٌ من الأنصار، فتحدَّثوا عنده، فخرَج رجلٌ منهم بين أيديهم فقُتِلَ، فخرَجوا بعده، فإذا هم بصاحبهم يتشحَّط(7) في الدَّم، فرجعوا إلى رسول الله صلعم فقالوا: يا رسول الله صاحبُنا كان تحدَّث معنا، فخرَج بين أيدينا، فإذا نحن به يتشحَّط في الدَّم، فخرج رسول الله صلعم فقال: مَن تظنُّون، أو مَن تَرَونَ قَتَلَهُ؟ قالوا: نرى أنَّ اليهودَ قتلَته، فأرسَل إلى اليهود فدعاهم، فقال: آنتُم قتلتُم هذا؟ قالوا: لا، قال: أترضَون نَفَلَ خمسين من اليهود ما قتلوه؟ قالوا: ما يبالون أن يقتُلونا أجمعين ثمَّ ينتفِلون(8)، قال: أفتستحقُّون الدِّية بأيمانِ خمسين منكم؟ قالوا: ما كنَّا لنحلِفَ، فوداه من عنده».
قلت: وقد كانت هذيلٌ خلَعوا خليعاً(9) لهم في الجاهليَّة، فطرَق أهلَ بيتٍ بالبطحاء، فانتبه له رجُلٌ منهم، فحذَفه بالسَّيف(10) فقتَلَه، فجاءت هذيلٌ وأخذوا اليماني، فرفَعوه إلى عمرَ بالموسِم وقالوا: قَتَل صاحبَنا، فقال: إنَّهم قد خلَعوه، فقال: يقسِمُ خمسون من هذيلٍ ما خلَعوه، قال: فأقسَم منهم تسعةٌ وأربعون رجلاً، وقدِم رجلٌ منهم من الشَّام، فسألوه أن يُقسم فافتَدى يمينَه منهم بألفِ درهَمٍ، فأدخَلوا مكانَه رجلاً آخر، فدفَعه إلى أخي المقتول، فقُرِنَت يدُه بيدِه، قال: فانطَلقا والخمسون الَّذين أقسموا، حتَّى إذا كانوا بنخلةَ أخذتهم السَّماء، فدخلوا / في غارٍ في الجبل، فانهَجَم الغارُ(11) على الخمسين الَّذين أقسموا فماتوا جميعاً، وأفلَتَ القَرينان، واتَّبَعَهما حجرٌ، فكسر رِجلَ أخي المقتول، فعاش حولاً ثمَّ مات!
قلت: وقد كان عبدُ الملك بنُ مَروان أقاد رجلاً بالقَسامة، ثمَّ ندِم بعدُ ما صنَع(12)، فأمَر بالخمسين الَّذين أقسَموا، فمُحوا من الدِّيوان وسيَّرهم إلى الشَّام.
هكذا في رواية البخاريِّ من حديث أبي بشر _إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ الأسديِّ، وهو ابن عُليَّة_ عن حجَّاج الصَّوَّاف بطوله. [خ¦6899]
وفي روايته عن سلَيمانَ بنِ حَربٍ من حديث أيّوب عن أبي قِلابَةَ، عن أنس المسندُ منه قصَّة العُرنيين فقط. [خ¦233]
وكذا في روايته عن عليِّ بنِ عبد الله المدينيِّ عن الوليد بنِ مسلم. [خ¦6802]
وفي بعض الرِّوايات: «ولم يَحْسِمهم». [خ¦6803]
وكذا في روايَته عن محمَّد بنِ عبد الرَّحيم، وفيه طرفٌ من كلام أبي قِلابَةَ عند عمر بن عبد العزيز. [خ¦4193]
وفي حديثه عن عليِّ بن عبد الله عن الأنصاريِّ نحوه مختصرٌ، وفيه: (فقال / عنبسةُ: حدَّثنا أنس بكذا. فقال: إيَّاي حدَّث أنسٌ...)، وذكر حديث العُرنيين. [خ¦4610]
وكذا عند مسلمٍ منه المسنَد في حديث العُرنيِّين فقط، واختَصَر ما عدا ذلك فلم يذكُره.
وأخرجا هذا الطَّرف منه من حديث سعيدٍ عن قتادَةَ عن أنس: «أنَّ ناساً من عُكل وعُرينَة قدموا على النَّبيِّ صلعم وتكلَّموا بالإسلام، فقالوا: يا نبيَّ الله، إنَّا كنَّا أهل ضَرْعٍ، ولم نكن أهل ريفٍ(13).
واستوخَموا المدينةَ، فأمرَ لهم النَّبيُّ صلعم بذَودٍ(14) وراعٍ، وأمرَهم أن يخرُجوا فيه فيشَربوا من ألبانها وأبوالها، فانطَلَقوا، حتَّى إذا كانوا ناحية الحرَّة كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النَّبيِّ صلعم، واستاقوا الذَّود، فبلَغ ذلك النَّبيَّ صلعم، فبعَث الطَّلب في آثارهم، فأمَرَ بهم فسَمَروا أعيُنَهم، وقطعوا أيديهم، وتُركوا في ناحية الحرَّة حتَّى ماتوا على حالهم».
قال قتادة: بلغنا «أنَّ النَّبيَّ صلعم بعد ذلك كان يَحُثُّ على الصَّدقة، وينهى عن المُثلَة»(15).
وأخرجاه من حديث همَّام بنِ يحيَى بنَحوِه، وزاد موسى عن همَّام قال / قتادة: فحدَّثني ابن سيرين أنَّ ذلك قبل أن تَنزِلَ الحُدودُ. [خ¦5686]
وأخرجه البخاريُّ من حديث شعبَةَ عن قتادَةَ عن أنس: «أنَّ ناساً من عُرينَةَ اجتَووا المدينةَ، فرخَّص لهم رسول الله صلعم أن يأتوا إبل الصَّدقة فيشرَبوا من ألبانها وأبوالها، فقتلوا الرَّاعي واستاقوا الذَّود، فأرسَل رسول الله صلعم فأُتي بهم، فقطَع أيديَهم وأرجلَهم، وسَمَرَ أعينَهم، وترَكَهم بالحرَّة يعَضُّون الحجارة»، لم يزد. [خ¦1501]
وقد جمَع أبو مَسعودٍ في ترجمةِ شعبَةَ عن قتادَةَ عن أنس بين هذا الحديث الَّذي للبخاريِّ وبين حديث أبي الحسين مسلم بن الحجَّاج في الدُّعاء على رِعل وذكوانَ وعصيَّة، فجعَل الفَصلين بظاهر كلامه متَّفقاً عليهما من هذه التَّرجمة، وليس في حديث مسلمٍ هذا ذكرٌ لأمرِ العُرنيِّين والحكمِ فيهم أصلاً، ولا في حديث البخاريِّ المذكورِ ذكرُ الدُّعاء على رِعلٍ وذكوانَ وعصيَّة.
وأضاف أيضاً أبو مسعودٍ إلى هذه التَّرجمة حديث شعبَةَ عن موسى بنِ أنس، وإنَّما هو في الدُّعاء على رِعلٍ وذكوان، وليس فيه: «أنَّ ناساً من عرينة اجتوَوا المدينة...»، وقد قال في ترجمة موسى بنِ أنس عن أنس: إنَّه من أفراد مسلم.
وحديث البخاريِّ بما قلنا في آخر كتاب الزَّكاة، وحديث مسلم بما ذكرنا في الصَّلاة في أحاديث القنوت، فليتأمَّل ذلك من أراد تحقيق النَّظر فيه.
وقد أورَد ذلك خلَفٌ الواسطيٌّ في كتابه على الصَّواب، فجعَل ذكر الَّذين اجتوَوا المدينة من أفراد البخاريِّ، وجعَل ذكر الدُّعاء على رعلٍ وذكوانَ من أفرادِ / مسلمٍ، وحديثَ موسى بنِ أنس من أفرادِ مسلمٍ أيضاً كما ذكرَه أبو مسعودٍ في ترجمة موسى.
وللبخاريِّ وحدَه من حديث سلَّام بن مسكين عن ثابتٍ عن أنس: «أنَّ ناساً كان بهم سَقَمٌ، فقالوا: يا رسول الله، آوِنا وأطعِمنا، فلمَّا صَحّوا قالوا: إنَّ المدينة وَخِمة، فأنزَلهم الحرَّة في ذَودٍ له، فقال: اشرَبوا من ألبانها. فلمَّا صَحّوا قتَلوا راعي رسول الله صلعم، واستاقوا ذَوده، فبعَث في آثارهم وقطَع أيدِيَهم وأرجلَهم، وسَمَرَ أعينَهم، فرأيتُ الرَّجلَ منهم يَكدِمُ(16) الأرض بلسانه(17) حتَّى يموت».
قال سلَّام: فبلَغَني أنَّ الحجَّاج قال لأنس: حدِّثني بأشدِّ عقوبةٍ عاقبَ بها النَّبيُّ صلعم، فحدَّثه بهذا. فبلغ الحسنَ فقال: ودِدت أنَّه لم يحدِّثه. [خ¦5685]
وأخرجه مسلم من حَديث هُشيم عن عبدِ العزيز بنِ صُهيب وحمَيد بنِ تيرويه الطّويل عن أنس، وفيه: «ثمَّ مالوا على الرِّعاء فقتَلُوهُم...»، وذكر نحو حديث العُرنيِّين فقط، ومن حديث معاويةَ بنِ قُرَّة عن أنس بنَحوِه، وفيه: «وكان قد وقَع بالمدينة المُومُ وهو البِرْسام(18)...»، وذكَرَه، وزاد: «وكان عندَه شبابٌ من الأنصار قريبٌ من عشرين، فأرسَلَهم إليهم، وبعَث قائفاً يقتصُّ آثارَهم(19)».
ومن حديث سُليمان بنِ طَرخان التَّيميِّ عن أنس قال: «إنَّما سَمَلَ النَّبيُّ صلعم أعيُن أولئك لأنَّهم سَمَلوا أعيُنَ الرِّعاء». /
[1] سَمَل أعينهم وسَمَر: فمن رواه بالراء فمعناه: أحمى مسامير الحديد وكحَّلهم به، ومن رواه سَمَلَ فمعناه: فقأها بشوك أو غيره، كذا قال الهروي وفي «المجمل»: سُمِلت عينُه تسمَل إذا فقئت بحديدةٍ محمَّاة.
[2] النبذ: الطرد والإلقاء، ومنه النبيذ والمنبوذ.
[3] تحرف في (الحموي) إلى (يمانية).
[4] الوخم: الوَبيء، استوخمت البلد، وبلَد وخِم ووخِيم إذا لم توافق ساكنه، ورجُل وخِم أي ثقيل، واشتقاق التُّخمَة منه.
[5] الطرد: الإخراج والإزعاج، وأطرده السلطان وطرَدَه إذا أخرجه عن مستقره.
[6] في (الحموي): (أظهركم)، وما أثبتناه موافق لما في «البخاري».
[7] الشحط: الاضطراب في الدم، والولد يتشحط في السلا أي يضطرب، والسّلا الوعاء الذي يكون فيه الولد في البطن، وجمعه أسلاء.
[8] انتفَل من الأمر انتفالاً: أي انتفى منه وتبرأ، وانتفل من ولده إذا تبرأ منه، والنفل: القَسامة والأيمان على البراءة من الدم المدعى، وسميت الأيمان نفلاً؛ لأن القصاص يُنفى بها.
[9] خلعوا خليعاً لهم: أي انتفوا منه وتبرؤوا من أفعاله.
[10] حذفه بالسيف: إذا ضربه به فقطع منه.
[11] فانهجم الغار: أي انهدم، ويقال: هجمتُ الدار هدمتُها.
[12] في (ق): (بعد على ما صنع)، وما أثبتناه موافق لما في «البخاري».
[13] الرِّيف: أصله الخصب، يقال: رافت الأرض، وصرنا في الريف، وأرض رَيِّفة، من الريف، وسمي الريف ريفاً؛ لما فيه من الخصب.
[14] الذَّود من الإبل: من الثلاثة إلى العشرة.
[15] المثُلات: العُقوبات، واحدتها مُثْلة، و يقال في الجمع: مُثُلات ومُثَلات ومُثْلات، ومثَّل بالقتيل إذا جدعه.
[16] الكَدْم: العض بأدنى الفم كما يكدم الحمار.
[17] في (الحموي): (بأسنانه)، وما أثبتناه موافق لما في «البخاري».
[18] المُومُ والبِرسام: مرض يغير العقل.
[19] القائف: المتتبع للآثار العارف بمواقعها.اقتص آثارهم: اتبعها.