الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من كان ذبح قبل الصلاة فليعد

          1904- السَّابع والخمسون: عن محمَّد بنِ سيرين عن أنس قال: قال رسول الله صلعم يومَ النَّحر: «مَن كان ذبح قبل الصَّلاة فليُعِد. فقام رجلٌ فقال: يا رسول الله، هذا يومٌ يُشتَهى فيه اللّحم، وذكر هَنَةً من جيرانه _يعني: فقراً وحاجةً_ وأنَّه ذبح قبل الصَّلاة، كأنَّ رسول الله صلعم صدَّقه، قال: وعندي جَذَعَة هي أحبُّ إلَيَّ مِن شاتَي لحمٍ، أفأذبحها؟ قال: فرخَّص له، فقال: لا أدري، أبلَغَت رخصتُه مَن سِواه أم لا؟ قال: وانكفأ(1) رسول الله صلعم إلى كبشَين فذبحهما، فقام النَّاس إلى غُنَيمةٍ فتوزَّعوها، أو قال: فتجزَّعوها»(2). [خ¦954]
          وأخرجا جميعاً طرفاً منه في الكَبشَين من حديث شعبَةَ عن قتادَةَ عن أنس / قال: «ضحَّى النَّبيُّ صلعم بكَبشَين أملَحَين، فرَأيتُه واضعاً قدمه على صِفاحِهما، يسمِّي ويكبِّر، فذبَحَهما بيده»، زاد وكيع عن شعبَةَ: «أقرَنَين». [خ¦5558]
          وفي حديث أبي عوانةَ عن قتادَةَ عن أنس مثلُ حديثِ وكيعٍ. [خ¦5565]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث همَّام عن قتادَةَ عن أنس: «أنَّ النَّبيَّ صلعم كان يضحِّي بكبشَين أملَحَين أقرنَين، ويضَع رجلَه على صَفحَتهما، ويذبَحُهما بيده». [خ¦5564]
          وأخرجه مسلم من حديث سعيدِ بنِ أبي عَروبَةَ عن قتادَةَ بنحو حديث وكيع، غير أنَّه قال: «ويقول: باسم الله، والله أكبر».
          وللبخاريِّ من حديث شعبَةَ عن عبد العزيز بن صُهَيب عن أنس، قال: «كان النَّبيُّ صلعم يضحِّي بكبشَين، وأنا أضحِّي بكَبشَين». [خ¦5553]
          ومن حديث أبي قِلابَةَ عبد الله بن زيد عن أنس: «أنَّ رسول الله صلعم انكفأ إلى كبشَين أملحَين أقرنَين فذبحهما بيده». [خ¦5554]


[1] انكفأ: انصرف.
[2] فتجزَّعوها: اقتسموها، وأصله من الجَزْع وهو القطع، يقال: جَزَعتُ الوادي إذا قطعتَه.