-
مقدمة المصنف
-
مسانيد العشرة
-
مسانيد المقدمين
-
مسانيد المكثرين
-
مسند عبد الله بن العباس
-
مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب
-
مسند جابر بن عبد الله الأنصاري
-
مسند أبي سعيد الخدري
-
مسند أنس بن مالك
-
المتفق عليه
- حديث: من سره أن يبسط عليه في رزقه
- حديث: اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة
- حديث: إذا قدم العشاء فابدؤوا به قبل أن
- حديث: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا
- حديث: أن النبي دخل مكة عام الفتح وعلى
- حديث: قدم النبي المدينة وأنا ابن عشر
- حديث: أنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول
- حديث: إنما جعل الإمام ليؤتم به
- حديث: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل
- حديث: لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة
- حديث: فإني أعطي رجالاً حديثي عهد بكفر أتألفهم
- حديث: إن الله تابع الوحي على رسول الله
- حديث: كان رسول الله إذا ارتحل قبل أن
- حديث: كان رسول الله يصلي العصر والشمس مرتفعة
- حديث: لا تنتبذوا في الدباء ولا في المزفت
- حديث: أنه رأى في يد رسول الله خاتماً
- حديث: أن المسلمين بينما هم في صلاة الفجر
- حديث: لو أن لابن آدم وادياً من ذهب
- حديث: قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء
- حديث: لا يتمنين أحدكم الموت
- حديث: إن الله قد وكل بالرحم ملكاً يقول
- حديث: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين
- حديث: أن رجلاً اطلع من بعض حجر النبي
- حديث: إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم
- حديث: إن رسول الله كان يتنفس في الإناء
- حديث: أنفجنا أرنباً بمر الظهران فسعى القوم فلغـبوا
- حديث: نهى رسول الله أن تصبر البهائم
- حديث: ما كان الله ليسلطك على ذلك
- حديث: أن يهودياً قتل جاريةً على أوضاح لها
- حديث: أن أمه حين ولدت انطلقوا بالصبي إلى
- حديث: والذي نفسي بيده، إنكم لأحب الناس إلي
- حديث: كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح وأبا
- حديث: قوموا فأصلي بكم
- حديث: رأيت رسول الله وحانت صلاة العصر، فالتمس
- حديث: قال أبو طلحة لأم سليم: قد سمعت
- حديث: بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح!
- حديث: كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد
- حديث: أن خياطاً دعا رسول الله طعام صنعه
- حديث: دعا رسول الله على الذين قتلوا أصحاب
- حديث: أن رسول الله كان لا يطرق أهله
- حديث: إني أرحمها قتل أخوها معي
- حديث: اللهم حوالينا ولا علينا
- حديث: أليس قد صليت معنا
- حديث: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال
- حديث: أن النبي رأى أعرابياً يبول في المسجد
- حديث: صليت مع رسول الله الظهر بالمدينة أربعاً
- حديث: خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل
- حديث: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاةً
- حديث: ما هذان النهران يا جبريل
- حديث: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على
- حديث: ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في
- حديث: يتبع الميت ثلاث: أهله وماله وعمله، فيرجع
- حديث: كان ربعةً من القوم، ليس بالطويل البائن
- حديث: التمس لنا غلاماً من غلمانكم يخدمني
- حديث: كان يلبي الملبي فلا ينكر عليه
- حديث: إذا كان يوم القيامة ماج الناس
- حديث: من كان ذبح قبل الصلاة فليعد
- حديث: نهينا أن يبيع حاضر لباد
- حديث: أن رسول الله لما حلق رأسه
- حديث: لم يبلغ من الشيب إلا قليلاً
- حديث: لولا أني رأيت رسول الله يفعله لم
- حديث: الطاعون شهادة لكل مسلم
- حديث: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة
- حديث: إن لكل أمة أميناً، وإن أميننا أيتها
- حديث: لما كثر الناس ذكروا أن يعلموا وقت
- حديث: ويحك يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير
- حديث: من السنة إذا تزوج البكر على الثيب
- حديث: ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون
- حديث: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه
- حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما
- حديث: إن من أشراط الساعة: أن يرفع العلم
- حديث: إن المؤمن إذا كان في الصلاة فإنما
- حديث: البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها
- حديث: سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام
- حديث: أقيموا الركوع والسجود فوالله إني لأراكم من
- حديث: اعتدلوا في السجود ولا يبسطن أحدكم ذراعيه
- حديث: أولم ولو بشاة
- حديث: أن النبي رخص لعبد الرحمن ابن عوف
- حديث: هو عليها صدقة، وهو لنا هدية
- حديث: أن النبي وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون
- حديث: ما رأينا من شيء، وإن وجدناه لبحراً
- حديث: ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع
- حديث: إن الأنصار كرشي وعيبتي، وإن الناس سيكثرون
- حديث: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
- حديث: جمع القرآن على عهد رسول الله أربعة
- حديث: إن الله أمرني أن أقرأ عليك
- حديث: انشق القمر فرقتين
- حديث: لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل
- حديث: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما
- حديث: بعثت أنا والساعة كهاتين...
- حديث: أن النبي ضرب في الخمر بالجريد والنعال
- حديث: يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان الحرص
- حديث: ما من نبي إلا وقد أنذر أمته
- حديث: يجاء بالكافر يوم القيامة، فيقال له أرأيت
- حديث: كان أحب الثياب إلى رسول الله
- حديث: أن النبي قال:
- حديث: كان النبي لا يرفع يديه في شيء
- حديث: إن العبد إذا وضع في قبره، وتولي
- حديث: لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل
- حديث: من نسي صلاةً فليصل إذا ذكر
- حديث: أن رسول الله اعتمر أربع عمر
- حديث: أن رسول الله كان يضرب شعره منكبيه
- حديث: الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط
- حديث: أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا
- حديث: والذي نفسي بيده، إن مناديل سعد بن
- حديث: ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع
- حديث: إن أحداً جبل يحبنا ونحبه
- حديث: أن النبي رأى شيخاً يهادى بين ابنيه
- حديث: لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالاً
- حديث: مر أنس على صبيان فسلم عليهم، وقال
- حديث: لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به
- حديث: الصبر عند الصدمة الأولى
- حديث: إني لا آلو أن أصلي بكم كما
- حديث: مر على النبي بجنازة فأثنوا عليها خيراً
- حديث: أن رجلاً سأل النبي عن الساعة، فقال:
- حديث: خدمت النبي عشر سنين، والله ما قال
- حديث: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة
- حديث: أرأيت إن منع الله الثمرة، بم تستحل
- حديث: كنا نسافر مع النبي لم يعب الصائم
- حديث: تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي
- حديث: قيل للنبي لو أتيت عبد الله بن
- حديث: من ينظر لنا ما صنع أبو جهل
- حديث: إن هذا حمد الله، وإنك لم تحمد
- حديث: أسر إلي النبي سراً فما أخبرت به
- حديث: لكل نبي دعوة دعاها لأمته، وإني اختبأت
- حديث: كنا نصلي مع رسول الله في شدة
- حديث: لبيك عمرةً وحجاً
- حديث: أقيمت الصلاة ورجل يناجي النبي فما زال
- حديث: من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن
- حديث: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن
- حديث: ليردن على الحوض رجال ممن صاحبني
- حديث: إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن
- حديث: يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا
- حديث: كان النبي يصلي في مرابض الغنم
- حديث: أبا عمير، ما فعل النغير
- حديث: البركة في نواصي الخيل
- حديث: خرجنا مع النبي من المدينة إلى مكة
- حديث: أكنتم تكرهون السعي بين الصفا والمروة
- حديث: لا حلف في الإسلام
- حديث: بم أهللت يا علي
- حديث: سألت أنس بن مالك: أكان النبي
- حديث: كان النبي إذا خرج لحاجة تبعته أنا
- حديث: قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا
- حديث: لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها
- حديث: سألت أنس بن مالك، قلت: أخبرني عن
- حديث: آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض
- حديث: كان النبي يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد
- حديث: كان رجل نصرانياً فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران
- حديث: اللهم آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة
- حديث: لن يبرح الناس يسألون
- حديث: أن النبي رأى رجلاً يسوق بدنة، فقال:
- حديث: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله
- حديث: يا أنس! كتاب الله القصاص
- حديث: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال
- حديث: لغدوة في سبيل الله أو روحة خير
- حديث: كان رسول الله يفطر من الشهر حتى
- حديث: تسحروا، فإن في السـحور بركة
- حديث: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث
- حديث: من لبس الحرير في الدنيا فلن يلبسه
- حديث: اللهم أنتم من أحب الناس إلي
- حديث: نهى النبي أن يتزعفر الرجل
- حديث: كان المؤذن إذا أذن قام ناس من
- حديث: {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا} قال: الحديبية
- حديث: اذهب إليه فقل له: إنك لست من
- حديث: أن أم سليم كانت تبسط للنبي نطعاً
- حديث: يا ابن عوف، إنها رحمة
- حديث: الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من
- حديث: بينما نحن جلوس مع النبي في المسجد
-
أفراد البخاري
-
أفراد مسلم
-
المتفق عليه
-
مسند أبي هريرة
-
مسند عبد الله بن العباس
-
مسانيد المقلين
-
مسانيد النساء
-
خاتمة الجمع بين الصحيحين
-
من كلام الحافظ ضياء الدين
1896- التَّاسع والأربعون: عن شَريك بن عبد الله بن أبي نَمِر أنَّه سمع أنس بن مالك يقول ليلةَ أُسري برسول الله صلعم من مسجد الكعبة: «إنَّه جاءه ثلاثةُ نفرٍ قبل أن يوحى إليه وهو نائمٌ في المسجد الحرام، فقال أوَّلهم: أيُّهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرُهم، فقال أحدُهم: خذوا خيرَهم، فكانت تلك اللَّيلة، فلم يرَهم حتَّى أتَوه ليلةً أخرى فيما يرى قلبُه، وتنام عينُه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياءُ تنام أعينُهم ولا تنام قلوبهم، فلم يكلِّموه حتَّى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزمَ، / فتولَّاه منهم جبريل، فَشَقَّ جبريل ما بين نَحرِه(1) إلى لَبَّتِه حتَّى فرغ من صدره وجَوفه، وغسله من ماء زمزمَ بيده حتَّى أَنقى جَوفَه، ثمَّ أُتيَ بطَستٍ من ذهبٍ فيه تَوْرٌ من ذَهبٍ مَحشوٌّ إيماناً وحكمةً، فحشا به صدرَه ولَغاديدَه(2) _يعني عروقَ حَلْقه_ ثمَّ أطبقه، ثمَّ خرَج به إلى السَّماء الدُّنيا، فضرَب باباً من أبوابها، فناداه أهل السَّماء: مَن هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومَن معك؟ قال: معي محمَّد، قالوا: وقد بُعِثَ؟ قال: نعم، قالوا: فمرحباً به وأهلاً، يستبشِرُ به أهل السَّماء، لا يعلَم أهل السَّماء ما يريدُ الله به في الأرض حتَّى يُعلِمَهم.
فوجَد في السَّماء الدُّنيا آدمَ، فقال له جبريل: هذا أبوك آدمُ، فسلَّم عليه، وردَّ عليه آدمُ، وقال: مرحباً وأهلاً بابني نِعمَ الابنُ أنت! فإذا هو في السَّماء الدُّنيا بنهرَين يَطَّرِدان، فقال: ما هذان النَّهران يا جبريل؟ قال: هذا النِّيل والفرات عُنصُرهما، ثمَّ مضى به في السَّماء، فإذا هو بنهرٍ آخرَ عليه قصرٌ من لؤلؤٍ وزَبَرجَدٍ، فضرب يده فإذا هو مِسك أَذْفَرُ، قال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكَوثر الَّذي خَبَأ لك ربُّك.
ثمَّ عُرِج به إلى السَّماء الثَّانية، فقالتِ الملائكةُ له مثلَ ما قالت الأولى: مَن هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قالوا: وقد بُعث إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحباً به وأهلاً.
ثمَّ عُرِجَ به إلى السَّماء الثَّالثة، وقالوا له مثلَ ما قالت الأولى والثَّانية.
ثمَّ عُرِجَ به إلى الرَّابعة، فقالوا له مثلَ ذلك. ثمَّ عُرِجَ به إلى الخامسة، فقالوا له مثلَ ذلك. ثمَّ عُرِجَ به إلى السَّادسة، فقالوا له مثلَ ذلك. ثمَّ عُرِجَ به إلى السَّابعة، فقالوا / له مثلَ ذلك. كلُّ سماءٍ فيها أنبياءُ قد سَمَّاهم، فأَوعيت منهم إدريسَ في الثَّانية، وهارونَ في الرَّابعة، وآخرَ في الخامسة لَم أحفظِ اسمه، وإبراهيمَ في السَّادسة، وموسى في السَّابعة بتفضيل كلام الله، فقال موسى: ربِّ لَم أظنَّ أن ترفعَ عليَّ أحداً.
ثمَّ علا به فوق ذلك بما لا يعلمُه أحد إلَّا الله، حتَّى جاء سِدرةَ المنتهى، ودنا الجبَّارُ ربُّ العزَّة فتدلى حتَّى كان منه قابَ قَوسين أو أدنى، فأوحى الله إليه فيما يوحي إليه خمسين صلاةً على أمَّتك كلَّ يومٍ وليلةٍ، ثمَّ هبط حتَّى بلغ موسى، فاحتبسَه موسى فقال: يا محمَّد، ماذا عَهِدَ إليك ربُّك؟ قال: عَهِدَ إليَّ خمسين صلاةً كلَّ يومٍ وليلةٍ.
قال: إنَّ أمَّتك لا تستطيع ذلك، فارجع فلْيخفِّف عنك ربُّك وعنهم، فالتفت النَّبيُّ صلعم إلى جبريل كأنَّه يستشيره في ذلك، فأشار إليه جبريل: أنْ نعم إن شئتَ، فعلا به إلى الجبَّار تعالى، فقال وهو مكانَه: يا ربِّ خفِّف عنَّا، فإنَّ أمَّتي لا تستطيع هذا. فوضع عنه عشر صلواتٍ، ثمَّ رجع إلى موسى، فاحتبسه.
فلم يزل يردِّده موسى إلى ربِّه حتَّى صارت إلى خمس صلواتٍ، ثمَّ احتبسه موسى عند الخمس، فقال: يا محمَّد، والله لقد راودتُ بني إسرائيل قَومي على أدنى من هذا فضَعُفوا وتركوه، فأمَّتُك أضعفُ أجساداً(3) وقلوباً وأبصاراً وأسماعاً، فارجع فلْيخفِّف عنك ربُّك، كلُّ ذلك يلتفت النَّبي صلعم إلى جبريل ليشير عليه، فلا يكره ذلك جبريلُ، فرفعه عند الخامسة فقال: يا ربِّ، إنَّ أمَّتي ضعفاءُ أجسادَُهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم فخفِّف عَنَّا.
فقال الجبَّار: يا محمَّد، قال: لبَّيك وسعدَيك.
قال: إنَّه لا يُبدَّل القولُ لَديَّ، كما فرضتُ عليك في أمِّ الكتاب، فكلُّ حسنةٍ بعشر أمثالها، فهي خمسون في أمِّ الكتاب، وهي خمسٌ / عليك، فرجع إلى موسى فقال: كيف فعلتَ؟ فقال: خَفَّف عنَّا، أعطانا بكلِّ حسنةٍ عشر أمثالها.
فقال موسى: قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه، فارجع إلى ربِّك فلْيخفِّف عنك أيضاً، فقال رسول الله صلعم: يا موسى، قد والله استحييتُ من ربِّي ممَّا أختلِفُ.
قال: فاهبِطْ باسم الله، فاستيقظَ وهو في المسجد الحرام». هذا لفظ حديث البخاريِّ. [خ¦3570]
وأدرَج مسلمٌ حديث شَريك عن أنسٍ الموقوفَ عليه على حديث ثابتٍ البُناني المسنَد، وذكر من أوَّل حديث شَريك طَرفاً، ثمَّ قال: وساق الحديث نحو حديث ثابت، قال مسلم: وقدَّم وأخَّر، وزاد ونقص، وليس في حديث ثابت من هذه الألفاظ إلَّا ما نُورِده على نصِّه.
أخرجه مسلم وحدَه من رواية حَمَّاد بن سَلَمَة عن ثابتٍ عن أنس: أنَّ رسول الله صلعم قال: «أُتيتُ بالبراق، وهو دابَّةٌ أبيضُ طويلٌ، فوقَ الحمار ودونَ البغل، يضع حافِرَه عند منتهى طَرْفه. قال: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتيتُ بيتَ المقدس.
قال: فربطته بالحَلْقة الَّتي تَربِط بها الأنبياءُ.
قال: ثمَّ دخلتُ المسجدَ فصَلَّيت فيه ركعتين، ثمَّ خرَجتُ، فجاءني جبريل ◙ بإناءٍ من خمرٍ وإناءٍ من لبنٍ، فأخذ(4) اللَّبن، فقال جبريل ◙ : اخترتَ الفِطرة.
قال: ثمَّ عرَج بنا إلى السَّماء، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بُعث إليه، ففُتِحَ لنا، فإذا أنا بآدمَ، فرحَّب بي ودعا لي بخيرٍ، ثمَّ عرَج بنا إلى السَّماء الثَّانية، فاستفتح جبريل، فقيل له: / من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بُعث إليه، ففُتِحَ لنا، فإذا أنا بابنَي الخالةِ عيسى ابنِ مريمَ ويحيى بنِ زكريا صلوات الله عليهما، فرحَّبا ودَعَوَا لي بخيرٍ.
ثمَّ عرَج بي إلى السَّماء الثَّالثة، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بُعث إليه، ففُتِحَ لنا، فإذا أنا بيوسفَ، إذا هو قد أُعطِيَ شطرَ الحُسن، قال: فرحَّب ودعا لي بخيرٍ، ثمَّ عرَج بنا إلى السَّماء الرَّابعة، فاستفتح جبريل، قيل: مَن هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بُعث إليه، ففُتِحَ لنا، فإذا إدريسُ ◙ فرحَّب ودعا لي بخيرٍ، قال الله ╡: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم:57]، ثمَّ عرَج بنا إلى السَّماء الخامسة، فاستفتح جبريل، قيل: مَن هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بُعث إليه، فإذا بهارونَ صلعم، فرحَّب بي ودعا لي بخيرٍ، ثمَّ عرَج بنا إلى السَّماء السَّادسة، فاستفتح جبريل، قيل: مَن هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بُعث إليه، ففُتِحَ لنا، فإذا أنا بموسى صلعم، فرحَّب بنا ودعا لي بخيرٍ، ثمَّ عرَج بنا إلى السَّماء السَّابعة، فاستفتح، فقيل: مَن هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بُعث إليه، ففُتِحَ لنا، فإذا أنا بإبراهيمَ صلعم مُسنِداً ظهرَه إلى البيت المعمور، فإذا هو يدخله كلَّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ لا يعودون إليه.
ثمَّ ذهب بي إلى السِّدرة المنتهى، فإذا وَرَقُها كآذان الفِيَلة، وإذا ثَمَرها كالقِلال، قال: فلمَّا غَشِيها من أمر الله ما غَشِيَ تغيَّرت، فما أحدٌ من خلق الله يستطيع أن ينعتَها من حُسنها! فأوحَى إليَّ ما أوحَى، ففرَض عليَّ خمسين صلاةً / في كلِّ يومٍ وليلةٍ، فنزلتُ إلى موسى، فقال: ما فرض ربُّك على أمَّتك؟ قلت: خمسين صلاةً، قال: ارجع إلى ربِّك فاسأله(5) التَّخفيف، فإنَّ أمَّتك لا تطيق ذلك، فإنِّي قد بَلَوت بني إسرئيل، أو خَبَرْتُهُم، قال: فرجعت إلى ربِّي، فقلت: يا ربِّ خفِّف عن أمَّتي، فحَطَّ عنِّي خمساً، فرجعت إلى موسى فقلت: حطَّ عنِّي خمساً، فقال: إنَّ أمَّتك لا يطيقون ذلك، فارجع إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيف.
قال: فلم أَزَل أرجع بين ربِّي تبارك وتعالى وبين موسى ◙ حتَّى قال: يا محمَّد، إنَّهنَّ خمس صلواتٍ كلَّ يومٍ وليلةٍ، لكلِّ صلاةٍ عشرٌ، فذلك خمسون صلاة، ومَن هَمَّ بحسنةٍ فلم يعملها كُتبت له حسنة، فإن عَمِلها كُتبت عشراً، ومَن هَمَّ بسيئةٍ فلم يعملها، لَم تكتب شيئاً(6)، فإن عَمِلها كتبت سيئةً واحدةً، قال: فنزلتُ حتَّى انتهيت إلى موسى فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيف. فقال رسول الله صلعم: فقلت: قد رجعت إلى ربِّي حتَّى استحييت منه».
وأخرج مسلم أيضاً طرفاً منه من حديث سليمانَ بنِ المغيرة عن ثابتٍ عن أنس قال: قال رسول الله صلعم: «أُتيتُ فانطلقوا بي إلى زمزمَ، فشُرِحَ عن صدري، ثمَّ غُسل بماء زمزمَ، ثمَّ أُنزِلْت».
لم يزد مسلم على هذا فيما رأينا من نسخ كتابه.
_ وتمامه في كتاب أبي بكرٍ البَرقانيِّ بهذا الإسناد، قال:[«ثمَّ أُنزِلَت طَستٌ من ذهبٍ ممتلئة إيماناً وحكمةً، فحشا بها صدري، ثمَّ عرَج بي المَلَكُ إلى السَّماء الدُّنيا، فاستفتح الملك، فقال: مَن ذا؟ قال: جبريل، قال: ومَن معك؟ قال: / محمَّد، قال: وقد بُعث إليه؟ قال: نعم، ففُتِحَ، فإذا آدمُ، فقال: مرحباً بك من ولدٍ، ومرحباً بك من رسولٍ، ثمَّ عرَج بي إلى السَّماء الثَّانية، واستفتح، فقال: مَن ذا؟ قال: جبريل، قال: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قال: وقد بُعث إليه؟ قال: نعم، قال: ففتَح، فإذا عيسى ويحيى، فقالا: مرحباً بك من أخٍ، ومرحباً بك من رسولٍ، ثمَّ عرَج بي الملك إلى السَّماء الثَّالثة، ثمَّ استفتح، فقال: من ذا؟ قال: جبريل، قال: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قال: وقد بُعث إليه؟ قال: نعم، قال: ففُتِحَ، فإذا يوسف، قال: مرحباً بك من أخٍ، ومرحباً بك من رسولٍ.
قال: ثمَّ عرَج بي إلى السَّماء الرَّابعة، ثمَّ استفتح، فقال: من ذا؟ قال: جبريل، قال: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قال: وقد بُعث؟ قال: نعم، قال: فإذا إدريسُ في الرَّابعة، فقال: مرحباً بك من أخٍ، ومرحباً بك من رسولٍ، قال: ثمَّ عرَج بي الملك إلى السَّماء الخامسة، ثمَّ استفتح، فقال: من ذا؟ قال: جبريل، قال: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قال: وقد بُعث؟ قال: نعم، قال: ففتح، فإذا هارون، فقال: مرحباً بك من أخٍ، ومرحباً بك من رسولٍ، ثمَّ عرَج بي إلى السَّماء السَّادسة، ثمَّ استفتح، فقال: مَن ذا؟ قال: جبريل، قال: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قال: وقد بُعث؟ قال: نعم، ففُتِحَ، فإذا موسى، فقال: مرحباً بك من أخٍ، ومرحباً بك من رسولٍ، ثمَّ عرَج إلى السَّماء السَّابعة، ثمَّ استفتح، فقال: مَن ذا؟ قال: جبريل، قال: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قال: وقد بُعث؟ قال: نعم، ففُتِحَ، فإذا إبراهيمُ، فقال: مرحباً بك من ولدٍ، ومرحباً بك من رسولٍ.
فانتهَيت إلى بناءٍ، فقلتُ للملَك: ما هذا؟ قال: هذا بناءٌ بناه الله للملائكة، يدخل فيه كلَّ يومٍ سبعون ألف مَلَكٍ، يقدِّسون الله ويسبِّحونه، لا يعودون فيه، قال: ثمَّ انتهيتُ إلى السِّدرة، وأنا أعرِف أنَّها سِدرةٌ، أعرِف ورقَها وثَمَرَها، قال: فلمَّا غَشِيَها من أمر الله ما غَشِيَها تحوَّلت حتَّى ما يستطيعُ أحدٌ نَعتَها، قال: وفُرِضَ / عليَّ خمسون صلاةً، فأتيت على موسى، قال: بِكَم أُمِرتَ؟ قلت: أُمِرتُ بخمسين صلاةً، قال: إنَّ أمَّتك لا تطيق هذا، فارجِع إلى ربِّك فاسأله التَّخفيف، فرجَعتُ إلى ربِّي، فوضَع عنِّي عشراً.
قال: فما زلت بين ربِّي وموسى حتَّى جعَلَها خمس صلواتٍ، فأتيتُ على موسى، فقال: ارجع إلى ربِّك فاسأله التَّخفيف، قال: لا، بل أسلِّم لربِّي، فنُوديت: إنِّي قد كَمَّلْتُ فريضتي، وخفَّفت عن عبادي، بكلِّ صلاة عشر صلواتٍ»].
[1] النحر: أول الصدر، وهو موضع القلادة.
[2] في (ق): (أخاديده)، وما أثبتناه موافق لما في البخاري.اللَّغاديد: لحمات في اللهوات، واحدها لُغدُود، وواحد اللهوات لهاة، وهي اللحمة المتدلية في الحنك الأعلى العلقةُ الحَمراء.
[3] في (ق): (أجساما).
[4] في هامش (الحموي): (نسخة: فاخترت)، وهو موافق لما في «مسلم».
[5] في (ق): (فسله)، وما أثبتناه موافق لما في «مسلم».
[6] في (ق): (لم تكتب عليه)، وما أثبتناه موافق لما في «مسلم».