الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن النبي رأى أعرابياً يبول في المسجد

          1892- الخامس والأربعون: عن إسحاق عن أنس: «أنَّ النَّبيَّ صلعم رأى أعرابيَّاً يبولُ في المسجد فقال: دعوه. حتَّى إذا فرَغ دعا بماءٍ فَصَبَّه عليه». [خ¦219]
          وفي روايةِ عكرمةَ بنِ عمَّار عن إسحاق عن أنس _وهو عمُّ إسحاقَ_ قال: «بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلعم إذ جاء أعرابيٌّ، فقام يبولُ في المسجد، فقال أصحابُ رسول الله صلعم: مَه، مَه! فقال رسول الله صلعم: لا تُزْرِموه(1)، دعوه. فتركوه حتَّى بال(2)، ثمَّ إنَّ رسول الله صلعم دعاه فقال له: إنَّ هذه المساجدَ لا تصلُح لشيءٍ من هذا البول والقَذَر، إنَّما هي لذكر الله والصَّلاة وقراءةِ القرآن». أو كما قال رسول الله صلعم، قال: «وأمر رجلاً من القوم فجاء بدلوٍ من ماءٍ فَشَنَّه(3) عليه».
          وأخرجاه من حديث يحيى بن سعيد الأنصاريِّ عن أنس: «أنَّ أعرابيَّاً قام إلى ناحيةٍ في المسجد(4) فبال فيها، فصاحَ به النَّاس، فقال رسول الله صلعم: / دعوه. فلمَّا فرَغ أمر رسول الله صلعم بِذَنوبٍ(5)، فَصُبَّ على بوله».
          وفي رواية سليمان بن بلال عن يحيى: «فبال في طائفة المسجد، فزجره النَّاس، فنهاهم النَّبيُّ صلعم، فلمَّا قضى بوله أمر بذَنوبٍ من ماءٍ فأُهْريق عليه». [خ¦220]
          وأخرجاه من حديث حَمَّاد بن زيد عن ثابتٍ عن أنس بنحو هذا. [خ¦6025]


[1] لا تُزْرِموه: أي لا تقطعوا عليه بوله، بتقديم الزاي على الراء، وزرَم البولُ انقطع.
[2] زاد في (الحموي): (حتى إذا بال)، وما أثبتناه موافق لما في «مسلم».
[3] في (ق): (فصبه) وما أثبتناه موافق لما في «مسلم».السَّنُّ: بالسين المهملة الصب في سهولة، والشَّن: بالشين المنقوطة شَنُّ الماء وتقريُبه.
[4] في (ق): (عن أنس قال: قام أعرابي إلى ناحية المسجد)، وما أثبتناه موافق لما في «مسلم».
[5] الذَّنَوب: الدلو العظيمة.