الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أنه رأى في يد رسول الله خاتماً

          1863- السَّادس عشر: عن ابن شهاب عن أنس: «أنَّه رأى في يد رسول الله صلعم خاتَماً من وَرِق يوماً واحداً، ثمَّ إنَّ النَّاس اصطَنعوا الخواتيمَ من وَرِقٍ ولَبِسوها، فطرَح رسول الله صلعم خاتَمه، فطرَح النَّاسُ خواتيمَهم». [خ¦5868]
          وفي حديث طلحةَ بنِ يحيى وسليمانَ بنِ بلال عن يونس: «أنَّ رسول الله صلعم لبس خاتَم فضَّةٍ في يمينه، فيه فَصٌّ حبشيٌّ، كان يجعل فَصَّه ممَّا يلي كفَّه».
          وأخرج البخاريُّ من حديث حُمَيد بن تيروَيه الطَّويلِ _من رواية يزيدَ بن / زُرَيع عنه_ قال: سُئل أنس: أَتَّخَذَ النَّبيُّ صلعم خاتَماً؟ قال: «أخَّر ليلةً العِشاء إلى شطر اللَّيل، ثمَّ أقبل علينا بوجهه، فكأنِّي أنظر إلى وبيصِ خاتمه(1)، وقال: إنَّ النَّاس قد صلَّوا وناموا، وإنَّكم لن تزالوا في صلاةٍ ما انتظرتموها». [خ¦847]
          وفي حديث المعتمر عن حُمَيد عن أنس: «أنَّ نبيَّ الله صلعم كان خاتَمُه من فضةٍ، وكان فَصُّه منه». [خ¦5870]
          وأخرجه البخاريُّ من رواية قرَّة بنِ خالد عن الحسن عن أنس، ومسلم من رواية قرَّة عن قتادَةَ عن أنس:
          فعند البخاريِّ في رواية قرَّة، قال: انتظرنا الحسن، وراثَ علينا حتَّى قَرُبْنا من وقت قيامه، فجاء فقال: دعانا جيرانُنا هؤلاءِ، ثمَّ قال: قال أنس: «نظرنا النَّبيَّ صلعم ذات ليلةٍ حتَّى كان شطرُ اللَّيل، فبلغه، فجاء فصلَّى بنا ثمَّ خَطَبَنا، فقال: ألَا إنَّ النَّاس قد صلَّوا ثمَّ رقدوا، وإنَّكم لن تزالوا في صلاةٍ ما انتظرتم الصَّلاة».
          قال الحسن: وإنَّ القوم لا يزالون في خيرٍ ما انتظروا الخير. [خ¦600]
          وفي حديث حُمَيد عن أنس نحوُه بمعناه، قال البخاريُّ: زاد ابنُ أبي مَريَم: «كأنِّي أنظرُ إلى وَبِيص خاتمه ليلتَئذٍ». [خ¦572]
          وعند مسلم من حديث قرَّة عن قتادَةَ عن أنس قال: «نظرنا رسول الله صلعم ليلةً حتَّى كان قريباً من نصف اللَّيل، ثمَّ جاء فصلَّى، ثمَّ أقبل علينا / بوجهه، فكأنَّما أنظر إلى وَبيص خاتمه في يده». لم يزد.
          وأخرج مسلم من حديث حَمَّاد بنِ سلمةَ عن ثابتٍ عن أنس قال: «كان خاتَم النَّبيِّ صلعم في هذه».
          وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى. لم يزد.
          وذكره في موضعٍ آخر بطُوله من حديث حَمَّاد أيضاً عن ثابتٍ: أنَّهم سألوا أنساً عن خاتَم رسول الله صلعم، فقال: «أخَّر رسول الله صلعم العِشاء ذات ليلةٍ إلى شطر اللَّيل، أو كاد يذهب شطر اللَّيل، ثمَّ جاء فقال: إنَّ النَّاس قد صلَّوا وناموا، وإنَّكم لن تزالوا في صلاةٍ ما انتظَرتم الصَّلاة.
          قال أنس: كأنِّي أنظرُ إلى وَبيص خاتمه من فضَّةٍ _ورفع إصبعَه اليسرى_ بالخِنصَر».
          وأخرجا جميعاً من حديث شعبةَ عن قتادَةَ عن أنس قال: «كتب النَّبيُّ صلعم كتاباً أو أراد أن يكتب، فقيل له: إنَّهم لا يقرؤون كتاباً إلَّا مختوماً، فاتَّخذ خاتماً من فضَّةٍ ونقَشَه؛ محمَّد رسول الله، كأنِّي أنظر إلى بياضه في يده». فقلت لقتادة: مَن قال: نقَشَه؛ محمَّد رسول الله؟ قال: أنسٌ. [خ¦65]
          وأخرجا جميعاً من حديث حَمَّاد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك: «أنَّ النَّبيَّ صلعم اتَّخذ خاتماً من فضَّةٍ ونَقَش فيه؛ محمَّد رسول الله، وقال للناس: إنِّي اتَّخذت خاتماً من فضَّةٍ، ونَقَشت فيه: محمَّد رسول الله، فلا ينقشنَّ أحدٌ على نَقْشِه». / [خ¦5877]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث عبد الوارث عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: «اصطنع النَّبيُّ صلعم خاتماً فقال: إنَّا اتَّخذنا خاتماً ونَقَشنا(2) فيه نقشاً، فلا ينقشْ(3) عليه أحدٌ. قال: فإنِّي لَأرى بَريقَه في خِنصَره». [خ¦5874]
          ومن حديث سعيد بن أبي عَروبَةَ عن قتادَةَ عن أنس: «أنَّ النَّبيَّ صلعم أراد أن يكتب إلى رهطٍ _أو أناسٍ_ من العجم، فقيل: إنَّهم لا يقبلون كتاباً إلَّا عليه خاتمٌ، فاتَّخذَ خاتماً من فضَّةٍ نقشُه: محمَّد رسول الله، كأنِّي بوَبيص أو ببصيص الخاتم في إصبع النَّبيِّ صلعم أو كفِّه». [خ¦5872]
          وأخرج البخاريُّ من حديث ثُمامةَ عن أنس: أنَّ أبا بكرٍ لمَّا استُخلِفَ كَتَب له، وكان نقشُ الخاتم ثلاثةَ أسطر: محمدٌ سطرٌ، ورسول سطرٌ، والله سطرٌ. [خ¦3106]
          ومن حديث ثُمامةَ أيضاً عن أنس قال: «كان خاتم النَّبيِّ صلعم في يده، وفي يد أبي بكرٍ بعده، وفي يد عمرَ بعد أبي بكرٍ، فلمَّا كان عثمانُ جلس على بئر أريسٍ، وأخرَج الخاتم فجعل يعبَث به، فسقَط، فاختلفنا ثلاثةَ أيَّامٍ مع عثمانَ، فنزَح البئرَ، فلم نجِده». [خ¦5879]
          وأخرج مسلم من حديث إسماعيلَ ابنِ عُلَيَّة عن عبد العزيز(4) عن أنس حديثَ اتِّخاذ الخاتم، والنَّقش عليه، والنَّهي عن النَّقش على نقشِه، مثلَ حديث / حَمَّاد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب، ولم يذكر في الحديث: محمَّد رسول الله.
          وأخرج أيضاً من حديث هشام الدَّستَوائي عن قتادَةَ عن أنس قال: «أراد أن يكتبَ إلى العَجم...» نحو حديث شعبةَ عن قتادَةَ.
          ومن حديث خالد بنِ قيس عن قتادَةَ عن أنس: «أنَّ النَّبيَّ صلعم أراد أن يكتبَ إلى كسرى وقيصرَ والنَّجاشيِّ، فقيل: إنَّهم لا يقبلون كتاباً إلَّا بخاتمٍ، فصاغ رسول الله صلعم خاتماً حَلْقته فضَّةٌ، ونقش فيه: محمَّد رسول الله».


[1] وبِيصُ الخاتم: لمعانه وبريقه.
[2] في (الحموي): (وأنقشنا).
[3] في (ق): (ينقشنَّ).
[4] تحرف في (ق) إلى (عبد الرحمن)، وفي (الحموي) إلى (عبد الله) !.