الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إنما جعل الإمام ليؤتم به

          1855- الثَّامن: عن الزُّهريِّ عن أنسٍ قال: «سقطَ النَّبيُّ صلعم عن فرسٍ فجُحِشَ(1) شِقُّه الأيمنُ، فدَخلنا عليه نعودُه، فحَضَرتِ الصَّلاةُ، فصلَّى بنا قاعداً، / فصَلَّينا وَراءَه قُعوداً، فلمَّا قضى الصَّلاةَ قال: إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليُؤتَمَّ بِهِ، فإذا كَبَّر فَكبِّروا، وإذا رَكع فارْكَعوا وإذا سَجَدَ فاسْجُدوا، وإذا رفعَ فارفَعُوا، وإذا قال: سَمِعَ اللهُ لمن حَمدَه، فقولوا: ربَّنا ولك الحمدُ، وإذا صَلَّى قاعِداً فصلُّوا قعوداً أجمعونَ(2)». [خ¦805]
          زادَ بعضُ الرُّواةِ: «وإذا صَلَّى قائماً فصلُّوا قياماً». [خ¦689]
          ومعاني سائر الرِّواياتِ مُتَقارِبةٌ.
          زادَ في كتاب البخاريِّ: قال الحميديُّ: قوله: «إذا صلَّى جالِساً فصلُّوا جلوساً» هو في مرَضِه القديمِ، وقد صلَّى في مرضِه الَّذي مات فيه جالِساً والنَّاسُ خلفَه قيامٌ لم يأمُرهم بالقُعودِ، وإنَّما يُؤخَذُ بالآخِرِ فالآخِرِ من أمرِ النَّبي صلعم.


[1] جُحِش الرجل: إذا تقشَّر جلدُ بعض أعضائه، وقال أبو عُبيد: هو أن يصيبه شيء كالخدْش ينسحِج منه جلده، يقال: جحش فهو مجحوش.
[2] في (ق): (أجمعين) وما أثبتناه موافق لما في «الصحيحين».