الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن رسول الله مر على زراعة بصل

          1808- الثَّالث عشر: عن عبد الله بن خبَّابٍ عن أبي سعيدٍ: «أنَّ رسول الله صلعم مَرَّ على زَرَّاعَةِ بصَلٍ هو وأصحابُه فنزل ناسٌ منهم فأكلوا منه، ولم يأكلْ آخرون، فرُحنا إليه، فدعا الَّذين لَم يأكلُوا البصَل وأخَّر الآخرين حتَّى ذهَب ريحُها». هكذا في كتاب مسلمٍ.
          وحكاه أبو مسعودٍ بلفظٍ آخرَ في هذه التَّرجمة فقال: [«غزَونا مع رسول الله صلعم خيبرَ، فمرَرنا بِمَبْقَلَةٍ، وكنَّا نخرُج إلى رسول الله صلعم فيمسح رؤوسَنا ويدعو لنا، فلمَّا رُحنا إليه وجَد ريحَ البصَل فقال: مَن أكلَ مِن هذه الشَّجرةِ فلا يقْرَبْنا»].
          ثمَّ قال أبو مسعودٍ: رواه مسلمٌ في كتاب الصَّلاة، وذكرَ الإسنادَ بعينِه، ومن كتاب الصَّلاة كتبناه على اللَّفظ الأوَّل الَّذي ذكرناه. /
          وقد أخرجَ مسلمٌ من حديث أبي نضْرَة المنذرِ بن مالكِ بن قُطَعةَ العبديِّ عن أبي سعيدٍ قال: «لَم نَعْدُ أنْ فُتِحَت خيبرُ، فوقَعْنا _أصحابَ محمَّدٍ_ في تلك البَقْلَة؛ الثُّومِ، والنَّاسُ جِياعٌ، فأكلْنا منها أكلاً شديداً، ثمَّ رُحنا إلى المسجِد، فوجَد رسول الله صلعم الرِّيحَ فقال: مَن أكلَ من هذه الشَّجرةِ الخبيثةِ فلا يَقْرَبْنَا في المسجد، فقال النَّاس: حُرِّمَت حُرِّمَت، فبلَغ ذلك النبي صلعم فقال: أيُّها النَّاسُ؛ ليس بِي تحريمُ ما أحلَّ الله لي، ولكنَّها شجرةٌ أكره ريحَها».