الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لما كان يوم غزوة تبوك أصاب الناس

          1804- التَّاسع: عن أبي صالحٍ عن أبي هريرة أو عن أبي سعيدٍ _شَكَّ الأعمشُ الرَّاوي عن أبي صالحٍ_ قال: «لَمَّا كان يومُ غزوةِ تبوكٍَ أصابَ النَّاسَ مجاعةٌ، فقالوا: يا رسول الله؛ لو أذِنت لنا فنَحَرْنا نَواضِحَنا، وأكَلنا وادَّهنَّا، فقال رسول الله صلعم: افعلوا. فجاء عمر فقال: يا رسول الله؛ إن فعلتَ قَلَّ الظَّهر، ولكن ادْعُهم بفضلِ أزوادِهم ثمَّ ادعُ الله لهم عليها بالبَركة، لعلَّ الله أن يجعَل في ذلك، فقال رسول الله صلعم: نعم.
          قال: فدعا بِنِطْعٍ فَبَسَطَهُ، ثمَّ دعا بفَضلِ أزوادِهم، قال: فجعَل الرَّجلُ يجِيءُ بكفِّ ذُرَةٍ، قال: ويجِيءُ الآخرُ بكفِّ تَمرٍ، ويجِيءُ الآخرُ بكسرةٍ، حتَّى اجتمعَ على النِّطع من ذلك شيءٌ يسيرٌ، قال: فدعا رسول الله صلعم بالبَركة، ثمَّ قال: خذوا في أوعيَتِكم.
          قال: فأخذوا في أوعيتِهم، حتَّى ما تركوا في العَسكر وعاءً إلَّا ملؤوه، قال: وأكلُوا حتَّى شبِعوا، وفضَلت فضْلةٌ، فقال رسول الله صلعم: أشهدُ أنْ لا إله إلَّا الله وأنِّي رسول الله! لا يلقَى اللهَ بهما عبدٌ غيرَ شاكٍّ فيُحجَبَ عن الجنَّة».