الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعةً

          1778- الخامس والأربعون: عن أبي الصديق بكرِ بن عمرٍو النَّاجيِّ عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ: أنَّ نبيَّ الله صلعم قال: «كان فيمن كان قبلَكم رجلٌ قتلَ تسعةً وتسعين نفساً، فسأل عن أعلمِ أهلِ الأرض، فَدُلَّ على راهبٍ، فأتاه فقال: إنَّه قتلَ تسعةً وتسعين نفساً، فهل / له من توبةٍ؟ فقال: لا، فقتلَه، فكمَّل به مئةً، ثمَّ سأل عن أعلمِ أهلِ الأرض، فَدُلَّ على رجلٍ عالمٍ، فقال: إنَّه قتل مئةَ نفسٍ، فهل له من توبةٍ؟ فقال: نعم، ومَن يَحُول بينَه وبين التَّوبة، انطَلِق إلى أرض كذا وكذا، فإنَّ بها أناساً يعبُدون الله فاعبُد الله معهم، ولا ترجِع إلى أرضك؛ فإنَّها أرضُ سَوْء.
          فانطلَق حتَّى إذا نصَفَ الطَّريق أتاه الموتُ، فاخْتَصمَت فيه ملائكةُ الرَّحمة وملائكةُ العذاب، فقالت ملائكةُ الرَّحمة: جاء تائباً مُقبِلاً بقلبه إلى الله، وقالت ملائكةُ العذاب: إنَّه لم يعملْ خيراً قطُّ، فأتاهم مَلَكٌ في صورة آدميٍّ، فجعلوه بينهم، فقال: قِيسوا ما بين الأرْضَين، فإلى أيَّتِهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدُوه أدنى إلى الأرض الَّتي أراد، فقبَضَته ملائكةُ الرَّحمة». لفظُ حديث هشامٍ الدَّستَـُوائيِّ، وهو أتمُّ.
          وفي حديث شعبةَ عن قتادةَ نحوُه، وفيه: «فلمَّا كان في بعضِ الطَّريقِ أدرَكه الموتُ، فناءَ بصدره(1) نحوَها.
          وفيه: فكان إلى القَريةِ الصَّالحةِ أقربَ منها بشبرٍ، فجُعِل من أهلِها».
          وفي حديث محمَّد بن أبي عديٍّ عن شعبةَ نحوُه، وزاد: «فأَوحى الله إلى هذه أنْ تباعَدي، وإلى هذه أنْ تقرَّبِي، وقال: قِيسوا ما بينهما، فوُجِدَ إلى هذه أقربَ بشبرٍ، فغُفِرَ له». [خ¦3470]


[1] فنَاءَ بصَدْره: أي مال.