الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن رجلاً كان قبلكم رغسه الله مالاً

          1776- الثَّالث والأربعون: عن أبي نَهارٍ عقبةَ بن عبدِ الغافِر العَوْذِي عن أبي سعيد عن النبي صلعم قال: «إنَّ رجلاً كان قبلَكم رَغَسَه(1) الله مالاً، فقال لبنِيه لَمَّا حُضِرَ: أيَّ أبٍ كنتُ لكم؟ قالوا: خيرَ أبٍ، قال: فإنِّي لم أعمَلْ خيراً قطُّ، فإذا مِتُّ فأحرِقوني، ثمَّ اسحقوني، ثمَّ ذُرُّوني(2) في يومٍ عاصفٍ، ففعلوا، فجمعَه الله / فقال: ما حملَك؟ فقال: مخافتُك، فتلقَّاه برحمتِه». [خ¦3478]
          وفي حديث عبد الله بن أبي الأسودِ عن مُعتَمر نحوُه، وفيه: «فإنَّه لم يَبْتَئِر(3) عندَ الله خيراً، وإنْ يقدِر الله عليه يعذِّبْه». [خ¦7508]
          فَسَّر قتادة قوله: «لم يبْتَئِر»: لم يدَّخر.
          قال مسلم بن الحجَّاج: وفي حديث أبي عوانةَ: «ما امتَأر عند الله خيراً» بالميم.


[1] الرَّغْس: البركةُ والنماء والخير، رَغَسه الله مالاً، أي: أعطاه إياه وبارك له فيه، ويقال: الرَّغْس النعمة.
[2] في (ق): (اذروني).وفي حديث أبي عوانة في نسختنا من رواية البخاري «ذُرُّونِي»، وفي حديث سليمان التيمي «أَذْرَوْهُ» وقال مرة: «فَأَذْرُونِي».وفي حديث شعبة من رواية مسلم: «وَاذْرُونِي».
[3] عند (ابن الصلاح): (يبتئز) في الموضعين.وفي نسختنا من رواية البخاري «فإنَّهُ لَم يَبتَئِر أَوْ لَم يَبتَئِز».