الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك

          174- الحديث الأوَّل: عن عبد الله بن الزُّبير عن أبيه(1) _من رواية عروة عنه_ : «أنَّ رجلاً من الأنصار خاصم الزُّبير عند رسول الله صلعم في شِراجِ(2) الحَرَّة(3) الَّتي يَسقون بها النَّخل فقال الأنصاريُّ: سَرِّحِ الماءَ يمرُّ! فأبى عليه، فاختصما عند رسول الله صلعم، فقال رسول الله صلعم للزُّبير: اسقِ يا زبيرُ ثمَّ أرسلْ إلى جارك. فغضب الأنصاريُّ ثمَّ قال: يا رسول الله؛ أنْ كان ابن عمَّتك؟! فتلوَّن وجهُ رسول الله صلعم ثمَّ قال للزُّبير: اسقِ يا زُبير ثمَّ احبِسِ الماء حتَّى يرجعَ إلى الجَدْر»(4).
          فقال الزُّبير: والله إنِّي لَأحسَب هذه الآيةَ نزلت في ذلك: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ (5) بَيْنَهُمْ} الآية [النساء:65]. / [خ¦2360]
          وهذا الحديث أيضاً في أفراد البخاريِّ من رواية عروةَ دون ذكر عبد الله بن الزُّبير، قال عروة: «خاصم الزُّبير رجلاً...» وذكر نحوه، وزاد: «فاستوعى(6) رسول الله صلعم حينئذٍ للزُّبير حقَّه»، وكان رسول الله صلعم قبل ذلك أشار على الزُّبير برأيٍ أراد فيه سَعةً له وللأنصاريِّ، فلمَّا أحفَظَ(7) الأنصاريُّ رسولَ الله صلعم استوعى رسول الله صلعم للزُّبير حقَّه في صريح الحكم(8).
          قال عروة: قال الزُّبير: والله ما أحسَب هذه الآية نزلت إلَّا في ذلك: {فَلاَ وَرَبِّكَ} الآية [النساء:65]. [خ¦2361]


[1] لعل الحميدي عزاه إلى الزبير لقوله: (قال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية)، قال ابن حجر في الفتح 5/35: وزعم الحميدي في جمعه أنَّ الشيخين أخرجاه من طريق عروة عن أخيه عبد الله عن أبيه، وليس كما قالك فإنه بهذا السياق (عن عبد الله عن أبيه الزبير) في رواية يونس المذكورة ولم يخرجها من أصحاب الكتب الستة إلا النسائي 10.ه.
[2] الشِّراج: طريق الماء إلى النخل، وحكي أن الواحد شَرْج وجمعه أشراج.(ابن الصلاح) نحوه.
[3] الحَرَّة: هي الأرض الملبّسة بالحجارة السود.هامش (ابن الصلاح).
[4] الجَدْر: أصل الجدار.(ابن الصلاح).
[5] شَجَرَ ما بين القوم: إذا اختلف الأمر بينهم وأشجروا تنازعوا.
[6] استوعى: واستوفى بمعنى واحد.
[7] أَحْفَظَ فلانٌ فلاناً إذا أغضبه.
[8] صريح الحكم: ظاهره الذي قد صح وجهه وظهر.