الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: تكون الأرض يوم القيامة خبزةً واحدةً، يتكفؤها

          1752- التَّاسع عشر: عن عطاء بن يسار عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ قال: قال النبي صلعم: «تكونُ الأرضُ يومَ القيامةِ خُبْزةً واحدةً، يتكفَّؤُها(1) الجبَّار بيده كما يتكفَّأ أحدُكم خبزتَه في السَّفَرِ، نُزُلاً لأهل الجنَّة. فأتى رجلٌ من اليهودِ فقال: باركَ الرَّحمنُ عليك يا أبا القاسمِ! ألاَ أُخْبِرك بنُزُل أهلِ الجنَّةِ يومَ القيامةِ؟ قال: بلى.
          قال: تكونُ الأرضُ خُبْزةً واحدةً.. كما قال النبي صلعم! فنظر النبي صلعم إلينا ثمَّ ضحِك حتَّى بدتْ نواجِذُه(2)، ثمَّ قال: ألاَ أخْبِرك بإدامِهم، قال: بلى.
          قال: إدامُهم بالَلَام والنون(3)، قالوا: وما هذا؟ قال: ثور ونون، يأكل من زائدة كبدِهما سبعون ألفاً». [خ¦6520]


[1] يتكفَّؤها: أي يُقَلِّبها ويُمِيلها، من قولك: كفَأتُ الإناء إذا قلبتَه وكبَبته، أو أملته.
[2] الناجِذ: السنُّ بين الناب والضِّرس، وجمعها نواجذ، وهي التي تبدُو عند الضَّحك، ومَبدأُ الأضراس كلِّها نواجذُ، واحتجُّوا بقول الشماخ:
~..........................نواجذهن كالحَدَأ الرفيعِ.
[3] كذا في الأصول، قال عياض: رواية المروزي: بنصب اللامين، وفي نسخنا من الصحيحين: (بَالَامٌ ونون)، وهو الصواب.قال عياض: ووَجدْتُ هذا الحرفَ في هذا الحَديثِ في مُختَصرِ الحُميديِّ قال: «بِالّلأَى» بباءِ الإلْزاقِ المَكسُورةِ ولامٍ مُشدَّدة مَفتُوحة بعدَها همزَة مَفتُوحة، واللَّأيُ في لِسان العَربِ الثَّورُ الوَحشِيُّ على وَزنِ اللَّمَى، وما أعلَم من روَاه هكذا إلَّا ما رأَيتُه له، فإن كان إصْلاحاً ممَّا ظنَّه مُصحَّفاً فقد بقِيَت لنا زِيادَة الميم من بَالَامٍ، إلَّا أن يقول: إنَّها صُحِّفت من الياء المَقصُورة من اللَّأى.«مشارق» 1/76.