الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: هن حولي كما ترى يسألنني

          1708- الأوَّل بعد المئة: عن زكريَّا بن إسحاقَ عن أبي الزُّبيرِ عن جابرٍ قال: «دخل أبو بكرٍ يستأذنُ على رسول الله صلعم، فوجد النَّاس جُلوساً ببابه لم يُؤذَن لأحدٍ منهم، قال: فأُذِن لأبي بكرٍ فدخل، ثمَّ أقبل عمرُ فاستأذَن فأُذِن له، فوجد النَّبيَّ صلعم جالساً حولَه نساؤُه واجِماً ساكتاً(1).
          قال: فقال أبو بكرٍ: لَأقولنَّ شيئاً أُضحِكُ النَّبيَّ صلعم، فقال: يا رسول الله؛ لو رأيتَ بنتَ خارجةَ، سألَتْني النَّفقةَ، فقُمت إليها فوَجَأتُ عُنُقَها(2) !. فضحِك رسول الله صلعم وقال: هُنَّ حَولي كما ترى يسأَلْنَني.
          فقام أبو بكرٍ إلى عائشةَ يَجَأ عُنُقَها، وقام عمرُ إلى حفصةَ يَجَأُ عُنُقَها، كلاهُما يقول: تسألْنَ رسولَ الله صلعم ما ليس عنده. قُلن: والله لا نسألُ رسولَ الله صلعم شيئاً أبداً ليس عنده. ثمَّ اعتزَلهنَّ شهراً أو تسعاً وعشرين، ثمَّ نزلت هذه الآيةُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ...} حتَّى بلغ: {لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:28-29] قال: فبدأ بعائشةَ فقال: يا عائشةَ؛ إنِّي أريد أن أعرِض عليكِ أمراً أُحبُّ ألَّا تعجَلي فيه حتَّى تستشيري أبوَيك.
          قالت: وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآيةَ، قالت: أفيكَ يا رسول الله أستشير أبوَيَّ، بل أختارُ الله ورسولَه والدَّار الآخرة، وأسألُك ألَّا تُخبِرَ امرأةً من / نسائك بالَّذي قلتُ، قال: لا تسألُني امرأةٌ منهنَّ إلَّا أخبرتُها، لم يبعثْني(3) مُعَنِّتاً(4) ولا مُتَعَنِّتاً، ولكن بعثَني معلِّماً مبشِّراً».


[1] قلنا: هي فيه برقم: ░2639▒.
[2] وَجَأَ عنقَه يجأُها وجئاً إذا دقَّها.
[3] زاد في (ق) ونسخة في هامش (غ): (الله)، وما أثبتناه من باقي الأصول موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[4] العَنَت: المشقة والصعوبة.