الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: نجيء نحن يوم القيامة

          1659- الثَّاني والخمسون: عن ابن جُريجٍ عن أبي الزُّبير أنَّه سمع جابراً يُسأَل(1) عن الورود، فقال: «نَجيءُ نحن يومَ القيامة عن كذا وكذا، انظرْ: أيْ ذلك فوقَ النَّاس(2)، قال: فتُدعى الأُممُ بأوثانها وما كانت تعبدُ الأوَّلُ فالأوَّلُ، ثمَّ يأتينا ربُّنا بعد ذلك فيقول: مَن تنظرون؟ فيقولون(3) : ننظر ربَّنا، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: حتَّى ننظرَ إليك، فيتجلَّى لهم يضحكُ.
          قال: فينطلق بهم ويتَّبعونَه، ويُعطى كلُّ إنسانٍ منهم منافقٍ أو مؤمنٍ نوراً، ثمَّ يتَّبعونه، وعلى جِسر جهنَّم كلاليبُ وحَسَكٌ تأخذ مَن شاء الله، ثمَّ يُطفأ نورُ المنافقين، ثمَّ ينجو المؤمنون، فتنجو أوَّلُ زُمرةٍ، وجوهُهم كالقمر ليلةَ البدر، سبعون ألفاً لا يحاسَبون، ثمَّ الَّذين يلونَهم كأضوأِ نجمٍ في السَّماء، ثمَّ كذلك، ثمَّ تَحِلُّ الشَّفاعةُ ويشفعون حتَّى يخرج من النَّار مَن قال: لا إلهَ إلَّا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزنُ شعيرةً، فيُجعلون بفِناء الجنَّة، ويَجعل أهلُ الجنَّة يرشُّون عليهم الماءَ حتَّى ينبُتوا نباتَ الشَّيء في السَّيل ويذهبَ حُراقُه(4)، ثمَّ يُسأل حتَّى تُجعل له الدُّنيا وعشرةُ أمثالها».
          قال / أبو مسعود: موقوف(5).


[1] في (ابن الصلاح): (سُئل)، وما أثبتناه من باقي الأصول موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[2] قال عياض: هذه صورة الحديث في جميع النسخ! وفيه تغيير كثيرٌ وتصحيفٌ، وصوابه: (نجيءُ يومَ القيامة على كَومٍ أو تل)، وكذا جاء في غير كتاب مسلم، وكان أَظلمَ هذا الحرفُ على الراوي أو امّحى فعبَّر عنه: بـ(كذا وكذا)، وحقَّق أن معناه العلوّ فقال: (أيْ: فوق الناس)، وكتب عليه: (انظر) تنبيهاً، فجمعَ النَّقَلةُ الكلَّ ونسقوه على أنه من متن الحديث كما تراه !.انظر «مشارق» 2/322، و«شرح مسلم» 1/177.
[3] في (ابن الصلاح) و(غ): (فيقول) !.
[4] في (ق): (احتراقه) وفي هامشها نسخة (حراقه)، واستشكلها عند (ابن الصلاح) وما أثبتناه موافق ما عند مسلم.
[5] قال عياض: جاء هذا الحديث عند مسلم عن جابر موقوفاً عليه، وهو ليس من شرطه، وإنما أدخله في المسند لأنه روي مسنداً من غير هذا الطريق، ونبّه مسلم عليه بإخراجه بعده حديث ابن أبي شيبة وغيره في الشفاعة مسنداً بمعنى بعض ما في هذا الحديث.انظر «شرح مسلم» 3/48.