الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن رسول الله نهى أن يأكل الرجل

          1630- الثَّالث والعشرون: عن مالك بن أنس عن أبي الزُّبيرِ عن جابرٍ: «أنَّ رسولَ الله صلعم نهى أن يأكلَ الرَّجل بشِماله، أو يمشيَ في نعلٍ واحدةٍ، وأن / يشتملَ الصَّمَّاءَ(1)، وأن يحتبيَ(2) في ثوبٍ واحدٍ كاشِفاً فَرْجَه».
          وفي حديث زهيرٍ عن أبي الزُّبيرِ عن جابرٍ عن رسول الله صلعم قال: «إذا انقطع شِسْعُ أحدِكم، أو انقطعَ شِسْعُ نعله(3) فلا يَمْشِ في نعلٍ واحدةٍ حتَّى يُصلِحَ شِسْعَه، ولا يَمْشِ في خُفٍّ واحدٍ، ولا يأكلْ بشماله، ولا يحتَبِ بالثَّوب الواحد، ولا يلتحِفِ الصَّمَّاءَ».
          وفي حديث اللَّيث عن أبي الزُّبير عن جابرٍ: «أنَّ رسول الله صلعم نهى عن اشتمال الصَّمَّاءِ، والاحتباءِ في ثوبٍ واحدٍ، وأن يرفعَ الرَّجلُ إحدى رجلَيه وهو مُستَلقٍ على ظهره».
          وفي حديث ابن جُريجٍ عن أبي الزُّبير عن جابرٍ أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «لا تَمْشِ في نعلٍ واحدةٍ، ولا تحتَبِ في إزارٍ واحدٍ، ولا تأكلْ بشمالك، ولا تشتمِل / الصَّمَّاءَ، ولا تضعْ إحدى رجليك على الأُخرى إذا استلقَيتَ».
          وأخرج مسلم أيضاً من حديث عبيد الله بنِ الأخنسِ طَرَفاً منه عن أبي الزُّبير عن جابرٍ قال: «لا يستلقِ أحدُكم ثمَّ يضعْ إحدى رجلَيه على الأخرى».
          وليس لعبيد الله بن الأخنس عن أبي الزُّبير في مسند جابر غيرُ هذا القَدْر.


[1] اشتمال الصَّمَّاء: أن تلتحفَ بثوبك ثم تلقي الجانب الأيسر على الأيمن كذا في «المجمل»، وقال الهروي: هو أن يتجلَّل الرجلُ ثوبَه ولا يرفع منه جانباً.قال القُتَبي: وإنما قيل لها صماءُ؛ لأنها إذا اشتمل كذلك مدَّ على يديه ورجليه المعاقدَ كلَّها، كالصخرة الصَّمَّاء التي ليس فيها خَرق ولا صَدع، وعن الأصمعي نحو هذا المعنى؛ قال: وأما تفسيرُ الفقهاءِ فهو أن يشتمل بثوبٍ واحدٍ ليس عليه غيرُه ثم يرفعُه من أحدِ جانبِيه فيضعُه على منكبِه، فمَن فسّره هذا التفسير ذهب به إلى كراهية التكشُّفِ وإبداءِ العورة، ومَن فسَّره تفسيرَ أهلِ اللغة فإنه كره أنَّ يتزمَّل به شاملاً جسدَه به، مخافةَ أن يُدفعَ من ذلك إلى حالةٍ تفجأُه فتؤدّي إلى أذىً أوهلاكٍ.هذا معنى كلام الهروي.
[2] الاحتباءُ: لَيُّ الثوبِ الواحد على ظهره وركبتيه، وشدُّه مستديراً عليها معتمداً على ذلك، فإن كشفَ فرجَه مع ذلك واقع النهي.
[3] وقع في «تفسير الغريب»: شِراك النّعل: هو الذي يكون عند الإصبَعينِ عند لباسهما.