الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن قوماً يخرجون من النار يحترقون فيها

          1622- الخامس عشر: عن يزيدَ بن صُهَيب الفقير عن جابرٍ قال: قال رسول الله صلعم: «إنَّ قَوماً يخرجونَ من النَّار يحترِقون فيها، إلَّا دَاراتِ / وجوهِهم حتَّى يدخلوا الجنَّة». كذا في حديث قيس بن سُليم عن يزيدَ الفقيرِ مختصرٌ.
          وحديث أبي عاصم محمَّد بن أيُّوبَ عن يزيدَ الفقيرِ أَتَمُّ، قال: كنتُ قد شغفني رأيٌ من رأيِ الخوارجِ، فخرجنا في عِصابةٍ ذَوي عددٍ نريد أن نَحُجَّ(1) ثمَّ نخرج على النَّاس، قال: فمرَرنا على المدينة؛ فإذا جابر بن عبد الله يحدِّث القوم عن رسول الله صلعم جالسٌ إلى ساريةٍ، قال: فإذا هو قد ذكر الجَهنَّميِّين، قال: فقلت له: يا صاحب رسول الله؛ ما هذا الَّذي تُحَدِّثون؟ واللهُ يقول: {إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران:192] و{كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} [السجدة:20] فما هذا الَّذي تقولون؟ قال: فقال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: فهل سمعت بمَقام محمَّدٍ صلعم _يعني الَّذي يبعثه الله فيه؟_ قلت: نعم.
          قال: فإنَّه مَقامُ محمَّدٍ صلعم المحمودُ الَّذي يُخرِج الله به مَن يُخرِج، قال: ثمَّ نَعَتَ وضْعَ الصِّراط ومَرَّ النَّاسِ عليه، قال: وأخاف ألَّا أكون أحفظُ ذاك، قال: غيرَ أنَّه زعم «أنَّ قوماً يُخرجون من النَّار بعد أن يكونوا فيها.
          قال: يعني فيُخرجون كأنَّهم عِيدانُ السَّماسِم(2).
          قال: فيدخلون نهراً من أنهار الجنَّة، فيغتسِلون فيه، فيُخرجون كأنَّهم القراطيسُ»، فرجعنا فقلنا: ويحكُم! أتَرون هذا الشَّيخَ يكذِب على رسول الله صلعم؟! فرجعنا، فلا والله ما خرج مِنَّا غيرُ رجلٍ واحدٍ، أو كما قال.


[1] في (ابن الصلاح): (الحج)، وما أثبتناه من باقي الأصول موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[2] في هامش (ق): (السمسمة: النخلة الحمراء، والجمع سَماسِم، والسمسمة أيضاً: السرعة والخفة، وبه سُمِّي الدرب سَمسماً وسمساماً وسميسماً، وسمسيم أيضاً موضع معروف، قال العجاج: بسمسيم أو عن يمين سمسيم).