الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: بعثت أنا والساعة كهاتين.

          1609- الثَّاني: عن أبي جعفر محمَّدِ بن عليِّ عن جابرٍ قال: «كان رسول الله صلعم إذا خطب احمرَّت عيناه، وعلا صوتُه، واشتدَّ غضبُه، حتَّى كأنَّه منذرُ / جيشٍ يقول: صبَّحَكم ومسَّاكم. ويقول: بُعِثتُ أنا والسَّاعةَُ كهاتَين، ويقرُِن بين إصبَعيه السَّبابة والوسطى.
          ويقول: أمَّا بعدُ؛ فإنَّ خيرَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدْي(1) هَدْيُ محمَّد صلعم، وشرُّ الأمور مُحدَثاتها، وكلُّ بدعةٍ(2) ضلالة. ثمَّ يقول: أنا أَولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسه؛ مَن ترك مالاً فلأهله، ومَن ترك دَيناً أو ضَياعاً فإلَيَّ(3) وعليَّ». هذا حديث عبد الوهَّاب الثَّقفيِّ.
          وفي حديث سليمانَ بن بلال: «كانت خُطبة النَّبيِّ صلعم يومَ الجُمعة يحمَد الله ويُثنِي عليه، ثمَّ يقول على إثر ذلك وقد علا صوتُه...» ثمَّ ذكر نحوَه.
          وفي حديثِ وكيعٍ عن سفيانَ: «كان رسول الله صلعم يخطُب النَّاس؛ يحمَد الله ويُثني عليه بما هو أهلُه، ثمَّ يقول: مَن يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وخيرُ الحديث كتابُ الله...» ثمَّ ذكر نحو حديث عبد الوهَّاب.


[1] الهدْي: الطريقة والهيئة والسيرة، وفلانٌ حسنُ الهدْي أي حسنُ المذهب في الأمور كلها.
[2] البدْعةُ: كلُ ما خالف الكتاب والسنة، والمُحدَث في الشريعة ما لم يكن عليه أئمةُ الهدى.
[3] مَن ترك دَيناً أو ضَياعاً فإليَّ: الضَّياع ها هنا حاجةُ عياله بعدَه وفقرُهم.