الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: كان جذع يقوم إليه النبي فلما وضع

          1604- الحادي والعشرون: عن ابن أنس عن جابرٍ قال: «كان جِذعٌ يقوم إليه النَّبيُّ صلعم، فلمَّا وُضع المنبرُ سمعنا للجِذع مثلَ أصوات العِشار(1)، حتَّى نزل النَّبيُّ صلعم فوضع يده عليه». [خ¦918]
          اختلف الرُّواة في اسم ابنِ أنسٍ، فقيل: حفصُ بن عبيد الله بن أنس، وقيل: عبيدُ الله بن حفص ابن أنسٍ.
          وفي رواية سليمانَ بن بلال: «كان المسجد مسقوفاً على جُذوعٍ من نخلٍ(2)، فكان النَّبيُّ صلعم إذا خطب يقوم إلى جِذعٍ منها، فلمَّا صُنِعَ له المنبرُ فكان عليه؛ سَمِعنا لذلك الجِذع صوتاً كصوت العِشار، حتَّى جاء النَّبيُّ صلعم فوضع يده عليه فَسَكَنَ». [خ¦3585]
          وأخرجه من حديث عبد الواحد بنِ أيمنَ عن أبيه عن جابر: «أنَّ امرأةً من الأنصار قالت لرسول الله صلعم: يا رسول الله؛ ألَا أجعلُ لك شيئاً تقعُد عليه، فإنَّ لي غلاماً نَجَّاراً، قال: إن شئتِ. فعمِلَت له المنبرَ، فلمَّا كان يومُ الجُمعة قعدَ النَّبيُّ صلعم على المنبر الَّذي صُنِع، فصاحتِ النَّخلةُ الَّتي كان يخطُب عندَها حتَّى كادت أن تنشقَّ _وفي رواية أبي نُعيم: فصاحت النَّخلة صياحَ الصَّبِيِّ_ فنزل النَّبيُّ صلعم حتَّى أخذها فَضَمَّها إليه، فجعلت تَئِنُّ أنينَِ الصَّبيِّ الَّذي يُسكَّتُ / حتَّى استقرَّت.
          قال: بَكَت على ما كانتْ تسمع من الذِّكر». [خ¦449]
          وليس لابن أنس عن جابر في الصَّحيح إلَّا هذا الحديثُ الواحد، ولا لأيمنَ عن جابر في الصَّحيح إلَّا هذا الحديثُ وحديثُ حفرِ الخندق، وهو في السَّابع والخمسين من المتَّفَق عليه في هذا المسند.


[1] العِشَار: النُّوق الحوامل التي أتى عليها عشرة أشهر من يوم أُرسل الفحل عليها.
[2] جذوع النخل: خشبها المستطيل.