الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: امشوا أستنظر لجابر من اليهودي

          1603- العشرون: عن إبراهيمَ بن عبد الرَّحمنِ بنِ عبد الله بنِ أبي ربيعةَ / المخزوميِّ، عن جابرٍ قال: «كان بالمدينة يهوديٌّ، وكان يُسلِفني في تَمري إلى الجَداد، وكانت لجابرٍ الأرض الَّتي بطريق رُومَةَ، فَحبسَتْ فحلاً عاماً،(1) فجاءني اليهوديُّ عند الجَداد ولم أَجُدَّ منها شيئاً، فجعلتُ أستنظِره إلى قابِلٍ فيأبى، فأُخبِرَ بذلك النَّبيُّ صلعم، فقال لأصحابه: امشُوا أستنظِر لجابر من اليهوديِّ. فجاؤوني في نَخلي، فجعل النَّبيُّ صلعم يكلِّم اليهوديَّ فيقول: يا أبا القاسم؛ لا أُنظِره، فلمَّا رآه النَّبيُّ صلعم قام فطاف في النَّخل، ثمَّ جاءه فكلَّمه؛ فأبى، فقمت فجئت بقليل رُطَبٍ فوضعته بين يدي النَّبيِّ صلعم، فأكل ثمَّ قال: أين عريشُك(2) يا جابر؟ فأخبرته، فقال: افرُش لي فيه. ففرشتُه، فدخل فَرَقَدَ ثمَّ استيقظ(3)، فجئته بقبضةٍ أخرى، ثمَّ قام فكلَّم اليهوديَّ فأبى عليه، فقام في الرِّطاب والنَّخل الثَّانية ثمَّ قال: يا جابر؛ جُدَّ واقْضِ. فوقعتُ في الجَداد، فجددتُ منها ما يصيبه، وفَضَلَ مثلُه(4)، فخرجتُ حتَّى جئتُ النَّبيَّ صلعم فبشَّرتُه، فقال: أشهد أنِّي رسول الله». / [خ¦5443]


[1] فحبَستِ الفحلُ عاماً: يعني النخلَ؛ أي: تأخرَت عن قبول الإبار، ولم يؤثِّر فيها التأبير الكامل فلم تستكمل حملها.
المثبت من (ص) وهامش (ق)، وفي (ق): (فجلست)، وعند البخاري: (فجلست فخلا عاماً).
[2] العريش: خيمةٌ من خشب وثُمام ونحوه يُستظل بها من الشمس تُتخذ في حائط النخل لذلك وللراحة فيه.
[3] في هامش (ابن الصلاح): بلغ مقابلة.
[4] في (ق): (منه) وهو موافق لنسختنا من رواية البخاري، وفي هامشها نسخة: (مثله).