الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: جاءت ملائكة إلى النبي وهو نائم

          1601- الثَّامن عشر: عن سعيد بن ميناءَ عن جابرٍ قال: «جاءت ملائكةٌ إلى النَّبيِّ صلعم وهو نائمٌ، فقال بعضهم: إنَّه نائمٌ، وقال بعضهم: العين نائمةٌ والقلب يقظانُ، فقالوا: إنَّ لِصاحبكم هذا مَثَلاً فاضربوا له مَثَلاً، فقالوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رجلٍ بنى داراً فجعل فيها مائدةً(1) وبعث داعياً، فَمَن أجاب الدَّاعي دخل الدَّارَ وأكل من / المائدة، ومن لم يُجِب الدَّاعي لم يدخلِ الدَّارَ ولم يأكل من المائدة، فقالوا: أوِّلوها يَفْقَهْها، فقال بعضهم: إنَّ العينَ نائمةٌ والقلبَ يقظانُ، فالدَّار الجنَّةُ والدَّاعي محمَّدٌ، فمن أطاع محمَّداً فقد أطاع الله، ومن عصى محمَّداً فقد عصى الله، ومحمَّدٌ فرَّق(2) بين النَّاس». [خ¦7281]
          قال البخاريُّ: تابعه قتيبة عن ليثٍ عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن جابرٍ قال: «خرج علينا النَّبيُّ صلعم...» لم يزد.
          وذكر أبو مسعود أوَّله فقال: [«خرج علينا النَّبي صلعم فقال: إنِّي رأيتُ في المنام كأنَّ جبريلَ عند رأسي وميكائيلَ عند رجليَّ، يقول أحدُهما لصاحبه: اضربْ له مَثَلاً...»] الحديث.


[1] في نسختنا من رواية البخاري في هذا الموضع والذي بعده: (مأدبة).وهي في تفسير غريب الجمع: (المأدبة والمأدبة) وهو تصحيف وصوابه: المأْدُبة والمأدَبة: الطعام يُتخذ ليُدعى الناس إليه، والآدِبُ الداعي إليها، والمائدة: مأخوذة من المَيْد وهو العطاء يقال مادَنِي يميدُني إذا أعطاني ونعشني والممتاد المطلوب منه العطاء.
[2] كذا لأبي ذر بتشديد الراء فعلاً ماضياً، ولغيره بسكون الراء والتنوين وكلاهما متجه.«فتح الباري» 1/256.