الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: كاتبت أمية بن خلفٍ كتاباً أن يحفظني

          162- الحديث الأوَّل: عن إبراهيمَ بنِ عبد الرَّحمن بن عَوف عن أبيه قال: كاتبتُ أُميَّةَ بنَ خلفٍ كتاباً أن يحفظَني في صاغِيتي(1) بمكَّة، وأحفظَه في صاغِيته / بالمدينة، فلمَّا ذكرت الرَّحمنَ قال: لا أعرف الرَّحمن(2)، كاتِبني باسمِك الَّذي كان لك في الجاهليَّة، فكاتبتُه عبدَ عمرو، فلمَّا كان يومُ بدرٍ خرجت لأُحْرِزَه(3)، فأبصرَه بلالٌ فخرج حتَّى وقف على مجلسٍ من مجالس الأنصار فقال: يا معشرَ(4) الأنصار؛ أميَّةُ بن خلفٍ! لا نَجوتُ إن نجا أميَّةُ، فخرج معه فريقٌ من الأنصار في آثارِنا، فلمَّا خَشيت أن يلحقونا خلَّفت لهم ابنَه لأَشغلَهم به، فقتلوه ثمَّ أتونا حتَّى لَحِقونا، وكان أميَّة رجلاً ثقيلاً، فقلت: انزِل فنزل، فألقيتُ عليه نفسي لأمنَعه، فتخلَّلوه بالسِّيوف من تحتي حتَّى قتلوه، وأصاب أحدُهم رجلي بسيفه.
          وكان عبد الرَّحمن يُرينا ذلك الأثر في ظهر قَدمه. [خ¦2301]


[1] صاغِيةُ الرجل: أهلُه وكل من يميلُ إليه، ومنه أصغى إليه: أي مال بسمعِه إليه.(ابن الصلاح).
[2] في هامش (ابن الصلاح): (قال شيخنا: ذكر ابن ناصر بخطّه أنّ في مسودة المصنف: فلما بلغ اسم الرحمن قال: لا أعرفه).
[3] لأُحرِزَه: أي لأحوطَه وأحفظه من القتل، ومنه الحِرزُ وهو كل ما أحرزتَ فيه شيئاً لتحفظَه.وفي هامش (ابن الصلاح): قال شيخنا رضي الله عنه ذكر ابن ناصر أنّ في المسودة: «لأحرزه حين نام الناس» قال فكأن الحميدي لم يذكر هذه الزيادة في المبيضة.اهـ وهي مذكورة في نسختنا من رواية البخاري.
[4] عند (أبي شجاع): (معاشر).