الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: رأيت النبي يصلي في ثوب

          1582- التَّاسع والخمسون: أخرجه البخاريُّ عن محمَّد بن المنكدِر قال: رأيت جابراً يصلِّي في ثوبٍ واحدٍ وقال: «رأيت النَّبيَّ صلعم يصلِّي في ثوبٍ(1)». [خ¦353]
          وفي حديث عبد العزيز بن عبد الله: أنَّ ابن المنكدِر قال: دخلتُ على جابر بنِ عبد الله وهو يصلِّي في ثوبٍ مُلتحِفاً به، ورداؤه موضوعٌ، فلمَّا انصرف قلنا: يا أبا عبد الله؛ تصلِّي ورِداؤُك موضوعٌ؟! قال: نعم؛ أحببتُ أن يرانيَ الجُهَّال مثلُكم؛ «رأيت النَّبيَّ صلعم يصلِّي كذلك». / [خ¦370]
          وفي حديث واقِد بن محمَّد عن ابن المنكدِر قال: صلَّى جابرٌ في إزارٍ قد عَقَدَه من قِبَلِ قَفاه، وثيابُه موضوعةٌ على المِشْجَب(2)، فقال له قائلٌ: تصلِّي في إزارٍ واحدٍ؟! فقال: إنَّما صنعت ذلك لِيراني أحمقُ مثلُك «وأيُّنا كان له ثوبانِ على عهد النَّبيِّ صلعم ؟!». [خ¦352]
          لم يذكر أبو مسعود حديثَ واقِدٍ ولا إسنادَه، ولعلَّه لم يرَه مسنداً فتركه لذلك.
          وأخرجه البخاريُّ من حديث سعيد بنِ الحارث بنِ المُعلَّى قال: سألت جابر بن عبد الله عن الصَّلاة في الثَّوب الواحد، فقال: «خرجت مع النَّبيِّ صلعم في بعض أسفاره، فجئت مَرَّةً لبعض أمري فوجدته يصلِّي وعليَّ ثوبٌ واحدٌ، فاشتملتُ(3) به وصلَّيت إلى جانبه، فلمَّا انصرف قال: ما السُّرَى(4) يا جابر؟ فأخبرته بحاجتي، فلمَّا فرغتُ قال: ما هذا الاشتمالُ الَّذي رأيتُ؟ قلت: كان ثوبٌ(5)، قال: فإن كان واسعاً فالتَحِفْ به، وإن كان ضَيِّقاً فاتَّزِر به».
          وأخرجه مسلم من حديث محمَّد بن المنكدِر عن جابرٍ قال: «كنت مع رسول الله صلعم في سَفَرٍ، فانتهينا إلى مَشْرَعَةٍ(6) فقال: ألَا تُشْرِعُ يا جابر؟ قلت: / بلى.
          قال: فنزل رسول الله صلعم فأشرعْتُ، قال: ثمَّ ذهب لحاجته، ووضعت له وَضوءاً، قال: فجاء فتوضَّأ، ثمَّ قام فصلَّى في ثوبٍ واحدٍ خالفَ بين طرفَيه، فقمتُ خلفَه، فأخذ بأُذُني فجعلني عن يمينه».
          ومن حديث سفيانَ الثَّوريِّ عن أبي الزُّبيرِ عن جابر قال: «رأيت النَّبيَّ صلعم يصلِّي في ثوبٍ واحدٍ مُتوشِّحاً(7) به».
          ومن حديث عمرو بن الحارث عن أبي الزُّبير: أنَّه رأى جابراً يصلِّي في ثوبٍ واحدٍ متوشِّحاً به وعندَه ثيابُه.
          وقال جابر: «إنَّه رأى النَّبيَّ صلعم يصنع ذلك».


[1] زاد في (ق): (واحد)، وما أثبتناه من باقي الأصول موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[2] المِشْجَب: أعوادٌ متداخلةٌ تُجعل عليها الثياب.
[3] الاشتمال: الالتفاف بالثوب حتى يشمله، والشَّمْلة كساء يؤتزر به.
[4] السُّرى: سير الليل.
[5] في (ق): (ثوباً واحداً)، وما أثبتناه من باقي الأصول موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[6] المَشْرَعة والشريعة: مكانٌ من شاطيء النهر أو البحر متطأطِيءٌ سهلُ الورود، ألا تُشْرِع؛ أي: ألا تُورِد.
[7] توشَّحَ الرجل بثوبه إذا تجلَّله وربطَه على جسده.