الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله

          1578- الخامس والخمسون: عن سالم بن أبي الجَعد عن جابرِ بنِ عبدِ الله قال: «عطِش النَّاس يومَ الحُديبِيَة ورسول الله صلعم بين يديه رَكوةٌ، فتوضَّأ منها ثمَّ أقبل النَّاس نحوَه _وفي روايةٍ: جَهَش(1)_ فقال رسول الله صلعم: ما لكُم؟ قالوا: يا رسول الله؛ ليس عندنا ما نتوضَّأ به ولا نشربُ إلَّا ما في رَكوتك، قال: فوضع النَّبي صلعم يده في الرَّكوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون! قال: فشرِبنا وتوضَّأنا». فقلت لجابر: كَم كنتم يومئذٍ؟ قال: لو كنَّا مئة ألفٍ لكفانا، كنَّا خمسَ عشرةَ مئةً.
          حديث البخاري أتمُّ ولم يخرِّج مسلم منه إلَّا قوله: لو كنَّا مئة ألفٍ لكفانا، / كنَّا خمسَ عشرةَ مئة. [خ¦3576]
          ولمسلم أيضاً من رواية الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر: كم كنتم يومئذٍ؟ قال: ألفاً وأربع مئة. لم يزد.
          وللبخاريِّ من رواية قتيبة أنَّ جابراً قال: «قد رأيتُني مع النَّبيِّ صلعم وقد حضرتِ العصرُ وليس معنا ماءٌ غيرَ فَضْلةٍ، فجُعل في إناءٍ، فأتى النَّبيُّ صلعم فأدخل يدَه فيه وفرَّجَ بين أصابعه(2)، وقال: حيَّ على الوَُضوءِ(3) والبَركةُِ من الله. فلقد رأيت الماء ينفجر من بين أصابعه! فتوضَّأ النَّاس وشربوا، فجعلت لا آلُو ما جعلتُ في بطني منه، وعلمت أنَّه بركةٌ». قلت لجابر: كَم كنتم يومئذٍ؟ قال: ألفاً وأربع مئة. [خ¦5639]
          قال البخاريُّ: وقال حُصين وعمرو بن مرَّة عن سالم عن جابرٍ: خمس عشرة مئة.
          وتابعه سعيد ابن المسيِّب عن جابر.
          وأخرج مسلم من رواية حُصين وعمرو بن مرَّة بالإسناد.
          وأخرجه البخاريُّ بالإسناد من حديث سعيد بن المسيِّب: أنَّ قتادة قال له: بَلَغَني أنَّ جابر بن عبد الله كان يقول: كانوا أربعَ عشرة(4) مئة.
          فقال سعيد: حدَّثني / جابر بن عبد الله قال: كانوا خمسَ عشرةَ مئةً، الَّذين بايعوا النَّبيَّ صلعم يومَ الحديبية. [خ¦4153]
          قال البخاريُّ: وتابعه أبو داود عن قرَّة عن قتادة.
          وليس لسعيد بن المسيِّب عن جابر في الصَّحيح غيرُ هذا.
          وقد قال بعض الرُّواة عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة أنَّ ابن المسيِّب قال: نسيَ جابر، كانوا خمسَ عشرةَ مئة، ولم يقل: حدَّثني جابر.


[1] جَهَشَ الناس إلى رسول الله صلعم: أي فزعوا إليه وأسرعوا نحوه واستغاثوا به، ويقال: جَهَشَ يجْهَشُ وأجْهَشَ يُجهِش إذا تهيأ للبكاء.(ق) نحوه.
[2] فَرَّجَ بين أصابعه: بدَّدَها وفرَّق بينها.
[3] في (ق): (حي على الطهور)، وفي هامشها نسخة (حي على أهل الوضوء) وهي موافقة لنسختنا من رواية البخاري.
[4] سقط قوله: (عشرة) من (ابن الصلاح) و(غ).