-
مقدمة المصنف
-
مسانيد العشرة
-
مسانيد المقدمين
-
مسانيد المكثرين
-
مسند عبد الله بن العباس
-
مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب
-
مسند جابر بن عبد الله الأنصاري
-
المتفق عليه
- حديث: لما كذبني قريش قمت في الحجر
- حديث: فبينا أنا أمشي سمعت صوتاً من السماء
- حديث: عليكم بالأسود؛ فإنه أطيب
- حديث: إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم
- حديث: أن عمر جاء يوم الخندق بعدما غربت
- حديث: قضى النبي بالعمرى لمن وهبت له
- حديث: كان النبي يفرغ على رأسه ثلاثاً
- حديث: أن رسول الله نهى عن لحوم الحمر
- حديث: لو قد جاء مال البحرين قد أعطيتك
- حديث: كان النبي يصلي الظهر بالهاجرة
- حديث: كان النبي في سفر، فرأى رجلاً
- حديث: من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا
- حديث: أما إنه لم يمنعني أن أرد عليك
- حديث: نهى النبي عن المخابرة والمحاقلة وعن المزابنة
- حديث: أن رسول الله صلى على النجاشي
- حديث: من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها
- حديث: كنا نعزل على عهد رسول الله والقرآن
- حديث: كنا لا نأكل من لحوم بدننا فوق
- حديث: إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة
- حديث: إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل
- حديث: أن رجلاً أعتق غلاماً له عن دبر
- حديث: نهى النبي عن الزبيب والتمر، والبسر والرطب
- حديث: أن النبي خرج يوم الفطر فبدأ بالصلاة
- حديث: كنت مع النبي في سفر، وكنت على
- حديث: لو استقبلت من أمري ما استدبرت
- حديث: إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها
- حديث: ما سئل رسول الله شيئاً قط
- حديث: إن لكل نبي حوارياً، وحواري الزبير
- حديث: هل لكم من أنماط
- حديث: كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها
- حديث: إني سمعت عمر يحلف على ذلك
- حديث: رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة
- حديث: تبكيه أو لا تبكيه، مازالت الملائكة
- حديث: أسم ابنك عبد الرحمن
- حديث: أتيت النبي في دين كان على أبي
- حديث: مرضت فأتاني النبي يعودني وأبو بكر
- حديث: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ
- حديث: لما بنيت الكعبة ذهب النبي والعباس ينقلان
- حديث: قال رجل للنبي يوم أحد: أرأيت إن
- حديث: ما بال دعوى الجاهلية
- حديث: الحرب خدعة
- حديث: دخل رجل يوم الجمعة والنبي يخطب فقال
- حديث: أتى رسول الله عبد الله بن أبي
- حديث: بعثنا رسول الله ونحن ثلاث مئة راكب
- حديث: أنتم اليوم خير أهل الأرض
- حديث: أمسك بنصالها
- حديث: يخرج من النار قوم بالشفاعة كأنهم الثعارير
- حديث: يا معاذ؛ أفتان أنت اقرأ بكذا، واقرأ
- حديث: نزلت هذه الآية فينا: {إذ همت طآئفتان.}
- حديث: من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى
- حديث: أنهى رسول الله عن صيام يوم الجمعة
- حديث: إن كان في شيء من أدويتكم شفاء
- حديث: إن الموت فزع، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا
- حديث: بينما نحن نصلي مع النبي إذ أقبلت
- حديث: عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله
- حديث: أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء
- حديث: يا أهل الخندق؛ إن جابراً قد صنع
- حديث: مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى داراً فأكملها
- حديث: رأيت النبي يصلي في ثوب
- حديث: لقد شقيت إن لم أعدل
-
أفراد البخاري
-
أفراد مسلم
-
المتفق عليه
-
مسند أبي سعيد الخدري
-
مسند أنس بن مالك
-
مسند أبي هريرة
-
مسند عبد الله بن العباس
-
مسانيد المقلين
-
مسانيد النساء
-
خاتمة الجمع بين الصحيحين
-
من كلام الحافظ ضياء الدين
1547- الرَّابع والعشرون: عن ابن جُريجٍ عن عطاء وغيره، يزيدُ بعضهم على بعضٍ، لم يُبلِّغْهُ كلُّهم إلَّا رجلٌ واحد عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال: «كنتُ مع النَّبيِّ صلعم في سفرٍ، وكنت على جملٍ ثَفَالٍ(1) إنَّما هو في آخر القوم، فَمَرَّ بي النَّبيُّ صلعم فقال: مَن هذا؟ قلت: جابرُ بن عبد الله.
قال: ما لكَ؟ قلت: إنِّي على جمل ثَفَالٍ، قال: أمعك قضيبٌ؟ قلت: نعم، قال: أعطِنِيْهِ. فأعطيتُه فضربه فزجَره، فكان من ذلك المكانِ في أوَّل القوم.
قال: بِعْنِيهِ. فقلت: بل هو لك يا رسول الله، قال: بل بِعْنيه، قد أخذتُه بأربعة دنانير، ولك ظهرُه إلى المدينة. فلمَّا دنونا من المدينة أخذتُ أَرتجِل، قال: أينَ تريدُ؟ قلتُ: تزوَّجتُ امرأةً قد خلا منها(2).
قال: فهلَّا جاريةً تلاعبُها وتلاعبُك. قلت: إنَّ أبي توفِّي وترك بناتٍ، فأردت أن أتزَّوج امرأةً قد جُرَّبت خلا منها.
قال: فذلك. قال: فلمَّا قدمنا المدينة قال: يا بلال؛ اقضِه وزِده. فأعطاه أربعةَ دنانيرَ وزاده قيراطاً. قال جابر: لا تفارقُني زيادةُ رسول الله صلعم». فلم يكن القيراط يفارقُ قِرَابَ جابرِ بن عبد الله.
هذا نصُّ حديث البخاريِّ عن مكِّيِّ بن إبراهيم وهو أتمُّ. [خ¦2309]
واختصره مسلم فلم يخرِّج منه إلَّا طرفاً من حديث يحيى بن أبي زائدة عن ابن جُريجٍ عن عطاء عن جابرٍ أنَّ النَّبيَّ صلعم قال له: «قد أخذتُ جملَكَ بأربعةِ دنانيرَ، ولك ظهرُه إلى المدينة». لم يزد.
وأخرجا هذا المعنى من حديث أبي عمرو عامر بن شَراحِيل الشَّعبيِّ عن / جابرٍ قال: «غزوتُ مع رسولِ الله صلعم، فتلاحَق بي النَّبيُّ صلعم وأنا على ناضِحٍ(3) لنا قد أعيا [فلا يكاد يسير، فقال لي: ما لبعيرِك؟ قال: قلت: أعيا] (4)، قال: فتخلَّف رسول الله صلعم فزجره ودعا له، فما زال بين يدي الإبل قُدَّامها يسير، فقال لي: كيفَ ترى بعيرَك؟ فقلت: بخير، قد أصابته بركتُك، قال: أَفَتَبِيْعُنِيْهِ؟ قال: فاستحييتُ، ولم يكن لنا ناضحٌ غيرُه، قال: فقلتُ: نعم، قال: فبعتُه إيَّاه على أنَّ لي فَقَارَ ظهرِه(5) حتَّى أبلُغَ المدينة.
قال: فقلتُ: يا رسول الله؛ إنِّي عروسٌ، واستأذنتُه فأَذِنَ لي، فتقدَّمتُ النَّاسَ إلى المدينةِ حتَّى أتيتُ المدينة، فلقيَني خالي فسألني عن البعيرِ، فأخبرتُه بما صنعتُ فيه، فلامَني.
قال: وقد كان قال لي رسول الله صلعم حين استأذنتُه: هل تزوَّجتَ بكراً أم ثيِّباً؟ قلتُ: تزوَّجت ثيِّباً، فقال: هلا تزوَّجتَ بكراً تلاعبُها وتلاعبُك. قلتُ: يا رسول الله؛ توفِّي والدي _أو استُشهد_ ولي أخواتٌ صِغارٌ، فكرهت أن أتزوَّج مثلَهُنَّ فلا تؤدِّبُهنَّ ولا تقوم عليهنَّ، فتزوَّجتُ ثيِّباً لتقومَ عليهنَّ ولِتؤدِّبَهنَّ، قال: فلمَّا قدمَ رسول الله صلعم غدوتُ عليه بالبعير، فأعطاني ثمنَه وردَّه عليَّ». [خ¦2385] [خ¦2405]
وفي رواية زكرياءَ عن عامر عن جابرٍ: «أنَّه كان يسيرُ على جملٍ له قد أَعيا، فَمَرَّ النَّبيُّ صلعم فضربَه ودعا له، فسار بسيرٍ ليس يسيرُ مثلَه، ثمَّ قال: بِعنِيهِ بأُوقيَّةٍ. قلت: لا، ثمَّ قال: بِعنِيهِ بأُوقيَّةٍ. فبِعتُه واستثنيتُ حُملانَه إلى أهلي، فلمَّا قدمنا أتيتُه بالجمل ونَقَدَني ثمنَه، ثمَّ انصرفت فأرسلَ على أثري فقال: ما كنتُ / لِآخذَ جملَك، فخُذْ جملَك، فهو مالُك». [خ¦2718]
قال البخاريُّ: وقال شعبة عن مغيرةَ عن عامر عن جابرٍ: «أفْقَرَني رسول الله صلعم ظهرَه إلى المدينة».
وقال إسحاق عن جرير عن مغيرةَ: «فبعتُه على أنَّ لي فَقَارَ ظهرِه حتَّى أبلُغَ المدينة»(6).
وقال عطاء وغيره: «لكَ ظهرُه إلى المدينة».
وقال ابن المنكدِر عن جابرٍ: «شَرَطَ ظهرَه إلى المدينة».
وقال زيد بن أسلم عن جابرٍ: «ولكَ ظهرُه حتَّى ترجع».
وقال أبو الزُّبير عن جابرٍ: «أَفْقَرْنَاك ظهرَه إلى المدينة».
وقال الأعمش عن سالم عن جابرٍ: «تبلَّغْ عليه إلى أهلِك».
وقال البخاريُّ: الاشتراطُ أكثرُ وأصحُّ عندي.
قال: وقال عُبيد الله وابن إسحاقَ عن وهب عن جابرٍ: «اشتراه النَّبيُّ صلعم بوَقيَّةٍ»، وتابعه زيد بن أسلمَ عن جابر(7).
وقال ابن جُريجٍ عن عطاءٍ وغيره عن جابرٍ: «أخذْتُه بأربعةِ دنانيرَ».
فقال البخاريُّ: وهذا يكون وَقِيَّةً على حساب الدِّينار بعشرة.
ولم يبيِّن الثَّمنَ مغيرةُ عن الشَّعبيِّ عن جابرٍ، وابنُ المنكدِر وأبو الزُّبير عن جابرٍ، وقال الأعمش عن سالمٍ عن جابرٍ: «وَقِيَّةُ ذهبٍ»، وقال [أبو] (8) إسحاق عن سالم عن جابرٍ: مائتي درهم، وقال داودُ بن قيس عن عُبيد الله بن مِقْسَم عن جابرٍ: «اشتراه بطريق تبوكَ، أحسِبه قال: بأربعِ أَواقٍ».
وقال أبو نَضْرةَ عن جابر(9) : «اشتراه بعشرينَ ديناراً».
قال البخاريُّ: وقول الشَّعبي: (بوَقيَّة) أكثرُ(10). /
وعند مسلمٍ في حديثِ ابن نُمير عن زكريا بنِ أبي زائدةَ عن عامرٍ عن جابرٍ: «أنَّه كان يسير على جملٍ له قد أَعيا، فأراد أن يُسيِّبَه، قال: فلحقَني النَّبيُّ صلعم فدعا لي وضربَه، فسار سيراً لم يَسِرْ مثلَه! فقال: بِعْنِيهِ بوَقيَّة. قلت: لا، ثمَّ قال: بِعْنِيهِ. فبعتُه بوَقيَّةٍ واستثنيت حُملانَه إلى أهلي...». ثمَّ ذكرَ نحو ما تقدَّم من حديث زكريا.
وأخرجاه من حديث وهْب بن كيسانَ عن جابرٍ قال: «خرجتُ مع رسول الله صلعم في غَزاةٍ، فأبطأَ بي جملي، فأتى عليَّ رسولُ الله صلعم فقال: يا جابر، قلت: نعم، قال: ما شأنُك؟ قلت: أبطأ بي جملي وأَعيا فتخلَّفتُ، فنزل فحَجَنه بِمِحْجَنِه(11)، ثمَّ قال: اركب. فركبتُ، فلقد رأيتُني أكفُّه عن رسول الله صلعم.
فقال: أتزوَّجتَ؟ فقلت: نعم...» ثمَّ ذكر نحوه.
وفيه: «أمَا إنَّك قادمٌ، فإذا قدِمتَ فالكَيسَ الكَيسَ(12)».
وفيه: «فاشتراه منِّي بأُوقيَّةٍ».
وفيه: «وقدِمتُ بالغَداة، فجئتُ المسجدَ فوجدتُه على باب المسجد، فقال: الآنَ قدمتَ؟ قلت: نعم، قال: فَدَعْ جملكَ، وادخلْ فَصَلِّ رَكعتين.
قال: فدخلتُ فصلَّيتُ ثمَّ رجعتُ، فأمر بلالاً أن يَزِنَ لي أُوقيَّةً، فوزن لي بلالٌ فأَرجَحَ في الميزان، قال: فانطلقتُ، فلمَّا وَلَّيتُ قال: ادعُ لي جابراً. فدُعيتُ، فقلت: الآن يَرُدُّ عليَّ الجملَ! ولم يكن شيءٌ أبغضَ إِليَّ منه، فقال: خُذْ جملكَ، ولكَ ثمنُه». / [خ¦2097]
وأخرجاه من حديث سيَّار عن الشَّعبي عن جابرٍ قال: «كنَّا مع رسول الله صلعم في غَزاةٍ، فلمَّا أقبلنا تعجَّلتُ على بعيرٍ لي قَطوفٍ(13)، فلحقني راكبٌ من خلفي، فنخسَ بعيري بِعَنَزةٍ كانت معه فانطَلَقَ بعيري كأجودِ ما أنتَ راءٍ من الإبل! فالتفتُّ فإذا أنا برسولِ الله صلعم، فقال: ما يُعْجِلُكَ يا جابرُ؟ قلت: يا رسول الله؛ إنِّي حديثُ عهدٍ بعُرسٍ، فقال: أَبِكراً تزوَّجتها أم ثيِّباً؟...» فذكره.
قال: «فلمَّا ذهبنا لندخلَ قال: أَمهِلوا حتَّى ندخلَ ليلاً _أي عِشاءً_ كي تَمتَشِطَ الشَّعِثَة، وتستحدَّ(14) المُغِيْبَة(15)».
زاد في رواية مسلم عن يحيى بن يحيى، قال: «قال: إذا قَدِمْتَ فالكَيس الكَيس». [خ¦5079]
وعندهما من حديث عاصمٍ الأحول عن الشَّعبيِّ عن جابرٍ أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «إذا أطال أحدُكم الغَيبةَ فلا يطرُقْ(16) أهلَه ليلاً». [خ¦5244]
وأخرجاه من حديث شعبة عن محاربٍ عن جابر: «نهى النَّبي صلعم أن يطرُقَ الرجلُ أهلَه ليلاً». [خ¦1801]
زاد في رواية سفيان عن محارب: «لِئَلَّا يتخوَّنَهم(17) أو / يطلبَ عَثَراتِهم».
قال عبد الرحمن بن مهدي عن سفيانَ: لا أدري هذا في الحديث أم لا؟ يعني: «أن يتخوَّنَهم ويطلب عَثَرَاتِهم».
وأخرج مسلمٌ من حديث سالم بن أبي الجعد عن جابرٍ قال: «أقبلنا من مكَّةَ إلى المدينة مع رسولِ الله صلعم فأَعيا جملي...»، قال: وذكَرَ نحو حديثٍ قبلَه، وفيه: «ثمَّ قال لي: بِعْنِي جملَكَ هذا، قلتُ: لا؛ بل هو لك، قال: لا؛ بل بِعنيه. قلتُ: لا؛ بل هو لك يا رسول الله، قال: لا؛ بل بِعنيه، قلتُ: فإنَّ لرجلٍ عليَّ أُوقيَّةَ ذهبٍ، فهو لك بها، قال: قد أخذتُه فتبلَّغْ عليه إلى المدينة. فلمَّا قدمتُ المدينةَ قال رسول الله صلعم لبلالٍ: أَعْطِهِ أُوقيَّةً من ذهبٍ وزِدْهُ.
قال: فأعطاني أُوقيَّةً من ذهبٍ وزادني قيراطاً، قال: فقلت: لا تفارقُني زيادةُ رسول الله صلعم».
قال: فكان في كيسٍ لي، فأخذه أهل الشَّام يومَ الحرَّة.
وأخرجه مسلم أيضاً من حديث أبي نضْرة المنذر بن مالك بن قُطَعةَ عن جابرٍ قال: «كنَّا في مسيرٍ مع رسول الله صلعم، وأنا على ناضحٍ إنَّما هو في أُخرَيات النَّاس، فضربه رسول الله صلعم _أو قال: نَخَسَهُ_ أُراه قال: بشيءٍ كان معه، قال: فجعل بعد ذلك يتقدَّم النَّاسَ ينازِعني حتَّى إنِّي لأَكُفُّه! فقال رسول الله صلعم: أتبيعُنِيهِ بكذا وكذا والله يغفرُ لك؟ قال: قلت: هو لك يا نبيَّ الله، قال ذلك ثلاثاً.
وقال لي: أتزوَّجتَ بعدَ أبيك؟ قلت: نعم...» وذكرَه.
قال أبو نضْرة: وكانت كلمةً تقولُها المسلمون: افعل كذا وكذا والله يغفر لك. /
وفي رواية الجريري عن أبي نضْرة: «فنَخَسَه رسولُ الله صلعم وقال لي: اركبْ باسم الله». وفيه: «فما زال يزيدُني ويقول: والله يغفرُ لك».
وأخرجه أيضاً من حديث أبي الزُّبير عن جابرٍ قال: «أتى عليَّ النَّبيُّ صلعم وقد أَعيا بعيري، قال: فنخَسَه فوثبَ، فكنت بعدَ ذلك أحبِس خِطامه(18) لأسمعَ حديثَه فما أقدِرُ عليه، فلحقَني النَّبيُّ صلعم فقال: بِعنِيهِ. فبعتُه بخمسِ أواقٍ، قال: قلتُ: على أنَّ لِي ظهرَه إلى المدينة، قال: فلمَّا قدمتُ المدينةَ أتيتُه به، فزادني أوقيَّةً ثمَّ وهبه لي».
وأخرجاه من حديث أبي المتوكِّل النَّاجيِّ _واسمه عليُّ بن داود_ قال: أتيتُ جابراً فقلتُ: أخبِرنِي بما سمعتَ من رسول الله صلعم، قال: «سافرتُ معه في بعضِ أسفاره _قال أبو عَقيل بشير ابن عُقبة الدَّوْرَقِيُّ عن أبي المتوكِّل عنه: لا أدري غزوة أو عمرة_ فلمَّا أن أقبلنا قال النَّبيُّ صلعم: مَن أحبَّ أن يتعجَّل إلى أهله فلْيتعجَّل.
قال جابر: فأقبلنا وأنا على جملٍ لي أرمَكَ(19) ليس فيه شِيَةٌ، والنَّاس خلفي، فبينا أنا كذلك إذ قام عليَّ، فقال لي النَّبيُّ صلعم: يا جابر، استمسِكْ. فضربه بسَوطه فوثب البعير مكانَه، فقال: أتبيعُ الجملَ؟ قلت: نعم، فلمَّا قدمنا المدينة ودخل النَّبي صلعم المسجدَ في طوائفَ(20) من أصحابه / دخلتُ عليه وعَقَلْتُ الجملَ في ناحية البَلاط(21)، فقلتُ له: هذا جملُكَ، فخرج فجعل يُطيف(22) بالجمل ويقول: الجمل جملُنا. فبعث النَّبي صلعم بأواقٍ من ذهبٍ، فقال: أعطوها جابراً. ثمَّ قال: استوفيتَ الثَّمن؟ قلتُ: نعم، قال: الثَّمنُ والجملُ لك». [خ¦2470]
وليس لأبي المتوكِّل النَّاجيِّ عن جابرٍ في «الصَّحيحين» غيرُ هذا.
وأخرجاه من حديث مُحاربِ بن دِثارٍ عن جابرٍ قال: «تزوَّجتُ فقال لي رسول الله صلعم: ما تزوجتَ؟ فقلتُ: تزوَّجتُ ثيِّباً، فقال: ما لكَ ولِلعَذارى ولِعابِها؟!».
وفي حديث مسلم: «فأين أنتَ من العَذارى ولِعابِها؟» قال شعبة: فذكرته لعمرو بن دينار فقال: قد سمعتُه من جابرٍ، وإنَّما قال: «فهلَّا جاريةً تلاعبُها وتلاعبُك؟». [خ¦5080]
وفي حديث خلَّاد عن مِسعر عن محارب عنه قال: «أتيتُ النَّبيَّ صلعم _قال مِسْعَر: أُراه قال: ضُحَىً_ فقال: صَلِّ ركعتين.
وكان لي عليه دَينٌ، فقضاني وزادني». [خ¦443]
وفي حديث غندر عن شعبة: «بِعتُ من النَّبيِّ صلعم بعيراً في سَفَرٍ، فلمَّا / أتينا المدينة قال: ائت المسجدَ فَصَلِّ ركعتين. فوزَن(23) _قال شعبة: أُراه قال: فوزن لي_ فأرجحَ»، فما زال منها شيءٌ حتَّى أصابها أهلُ الشَّام يومَ الحرَّة. [خ¦2604]
زاد في حديث وكيع عن شعبة: «أنَّ رسول الله صلعم لمَّا قدم المدينة نحر جَزُورَاً»، قال البخاريُّ: وزاد معاذ(24) _وهو عند مسلم بالإسناد من حديث معاذ عن شعبة عن محارب عن جابر_ قال: «اشترى منِّي النَّبيُّ صلعم بعيراً بوَقيَّتين ودرهمٍ أو درهمين، فلمَّا قدم ضِراراً أمر ببقرةٍ فذُبِحَت فأكلوا منها، فلمَّا قدموا المدينة أمرني أن آتيَ المسجد فأصلِّي فيه ركعتين، ووزن لي ثمنَ البعير». [خ¦3089]
ومن الرُّواة من اختصر واقتصر على ذكر الرَّكعتين في المسجد.
وأخرجاه من حديث عمرو عن جابرٍ قال: «هلك أبي وترك سبعَ _أو تسعَ بناتٍ_ فتزوَّجتُ امرأةً، فقال النَّبيُّ صلعم: تزوَّجتَ يا جابر؟ قلت: نعم...» وذكر الحديثَ واعتذارَه من نكاحِه الثَّيِّبَ، قال: «فباركَ الله عليك».
قال البخاريُّ: لم يقل ابنُ عيينة ومحمد بن مسلم عن عمرو: «فباركَ الله عليك».
وعند مسلمٍ من رواية قتيبةَ عن سفيانَ في آخره قال: «أصبتَ».
ولم يذكر الدُّعاء. / [خ¦4052]
ولمسلمٍ هذا الطَّرفُ في النِّكاح، وزيادة معنىً آخرَ فيه من حديث عطاءٍ عن جابرٍ قال: «تزوَّجتُ امرأةً في عهد رسول الله صلعم، فلقِيت النَّبيَّ صلعم فقال: يا جابر؛ تزوَّجتَ؟ قلت: نعم، قال: بكرٌ أم ثيِّبٌ؟(25) قلتُ: ثيِّبٌ، قال: فهلَّا بكراً تُلاعِبها؟ قال: قلتُ: يا رسول الله؛ إنَّ لي أخواتٍ، فخشيت أن تدخل بيني وبينهنَّ، فقال: ذاك إذَن! إنَّ المرأة تُنكح على دينها ومالها وجمالها، فعليكَ بذات الدِّين تَرِبتْ يداك». حكى أبو مسعودٍ فيه: [أنَّه رأى عليه أَثَرَ صُفْرةٍ ].
وليس ذلك فيما عندنا من «كتاب مسلم»(26).
[1] ثَفَال: هو البطيء الثقيل الذي لا ينبعِث إلا كُرهاً، ورواه بعضهم بكسر الثاء وهو خطأ.
[2] امرأةٌ قد خلا منها: أي قد كبرت وخرجت من حدِّ الشباب.
[3] النَّاضِح: ما أُسقي عليه بالسَّواني يسقي النخلَ والزرعَ، والجمع: نواضح.
[4] سقط ما بين معقفتين من الأصول واستدركناه من مطبوع البخاري.
[5] أَفْقَرَهُ ناقتَه: أي أعاره فَقَارَها ليركبها، والفَقَار الظهر.
[6] سقط قوله: (وقال إسحاق..المدينة) من (غ).
[7] سقط قوله: (اشتراه النبي..جابر) من (غ).
[8] تصحَّفت في الأصول إلى: (ابن)، واستدركناه من صحيح البخاري، وهو أبو إسحاق السبيعي.
[9] سقط قوله: (اشتراه بطريق..جابر) من (غ).
[10] ذكره عقب الحديث السابق.
[11] المِحْجَن: عصا في طرفها انعقاف، وكل منعقفٍ أحجَن، والحَجَن اعوجاج الشيء، واحتجنتُ الشيءَ: أصبتَه بالمِحجن، واحتجانُ الأموال: أخذُها وضمُّها إلى ما عندك.
[12] فإذا قَدِمْتَ فالكَيْسَ الكَيْس: قال ابن الأعرابي الكَيس الجماع، والكَيس العقل، كأنه جعل طلب الولد عقلاً.
[13] قَطوفٌ: هو المتقارب الخطْو بسرعة وهو من عيوب الدواب، وقيل: هو البطيء المتقارب الخطْو السيء المشي.انظر «لسان العرب» (قطف).
[14] الاستحداد: استعمال الحديد في الحلْق به، ثم استُعمل في حلق العانة.
[15] المُغِيْبَة: التي غاب عنها زوجها، يقال: أغابت المرأةُ فهي مُغِيبَة إذا غاب عنها زوجها.
[16] في (ق): (يَطرُقنَّ).الطُّرُوق: إتيانُ المنازل بالليل خاصة، طرق يطرُق طُروقاً: إذا أتى ليلاً، ورجل طُرَقة إذا كان يطرق أهلَه ليلاً، وفي «المجمل» أنَّ ذلك قد يقال بالنهار أيضاً.
[17] التَّخوُّن: أصله التَّنقُّصُ، من الخيانة، وفلان يتخوَّنُني حقي: أي يتنقَّصُني، فكأنَّ الذي يطرُق أهلَه يتخوَّنُهم، أي: يتبع خيانتهم ونقصانهم، والخائن متنقِّصٌ حقَّ من ائتمنه، وهو متخوَّنٌ أي متنقَّصٌ في دينه.
[18] الخِطَام للبعير كالرَّسن للدَّابة، وقيل له: خِطام لأنَّه يوضع على الخَطْمِ، والخَطْمُ الأنفُ وجمعه مَخَاطِم.
[19] جملٌ أرْمَك: لونه يضرب إلى الكُدرة ليس فيه شِيَة أي: لا لون فيه يخالف كُدْرتَه كلُّه لون واحد.
[20] طاف بالشيء واستطاف وأطاف بمعنى واحد.
[21] البَلاط: كلُّ شيءٍ فرشت به المكان من حجر أو غيره، ثم يسمى المكان بَلاطاً لما فيه من ذلك على المجاز والأصل ذلك.
[22] سقط قوله: (فجعل) من (ق).
[23] زاد في (غ): (لي)، وما أثبتناه موافق لما في نسخنا من الصحيح.
[24] في (ق): (زاد البخاري: قال معاذ)، وما أثبتناه من باقي الأصول ونسخة في هامش (ق) أنسبُ.
[25] في (ق): (بكراً أم ثيباً) وفي هامشها نسخة (بكرٌ أم ثيبٌ) وكلاهما صواب.
[26] زاد في (ق): (وذكره في كتاب النكاح)، وفي هامش (ابن الصلاح): (بلغ مقابلة).