الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن النبي خرج يوم الفطر فبدأ بالصلاة

          1546- الثَّالث والعشرون: عن عطاء عن جابرٍ: «أنَّ النَّبيَّ صلعم خرج يومَ الفطر فبدأ بالصَّلاة قبل الخطبة».
          وعن عطاء عن ابن عبَّاسٍ وجابر قالا: «لم يكن يُؤذَّن يومَ الفطر».
          زاد في رواية عبد الرَّزَّاق عن ابن جُريجٍ: ثمَّ سألته _يعني عطاءً_ بعد حين عن ذلك، فأخبرني عن الأذانِ، قال: أخبرني جابرٌ: أنْ لا أذانَ للصَّلاة يومَ الفطر / حين يخرجُ الإمامُ ولا بعدما يخرُج، ولا إقامةَ ولا نداءَ ولا شيءَ، لا نداءَ يومئذٍ ولا إقامة.
          وعن جابرٍ: «أنَّ النَّبيَّ صلعم قام فبدأ بالصَّلاة ثمَّ خطب النَّاس، فلمَّا فرغَ نزلَ فأتى النِّساءَ فذكَّرَهُن وهو يتوكَّأُ على يدِ بلالٍ، وبلالٌ باسطٌ ثوبَه يُلقِي فيه النِّساءُ صدقةً».
          قلت لعطاء: أترى حقَّاً على الإمامِ أن يأتيَ النِّساء فيذكِّرَهنَّ؟ قال: إنَّ ذلك لَحَقٌّ عليهم، وما لهم ألَّا يفعلوا؟!. [خ¦958]
          وفي حديث عبد الملك بن أبي سليمانَ عن عطاء عن جابرٍ قال: «شهدتُ معَ النبيِّ صلعم يوم العيد، فبدأ بالصَّلاة قبل الخُطبة بلا أذانٍ ولا إقامةٍ ثمَّ قام متوكِّئاً على بلال، فأمر بتقوى الله وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النَّاس وذكَّرَهم، ثمَّ مضى حتَّى أتى النِّساءَ، فوعظهُنَّ وذكَّرَهنَّ، فقال: تصدَّقْنَ، فإنَّ أكثرَكُنَّ حطبُ جهنَّم! فقامتِ امرأةٌ من سِطَةِ النِّساء سَفْعَاءُ الخدَّين، فقالت: لِمَ يا رسول الله؟! قال: لِأنَّكُنَّ تُكثِرْنَ الشَّكَاةَ وتَكْفُرْنَ العَشير(1).
          قال: فجعلْن يتصدَّقنَ من حُليِّهنَّ، يُلقِينَ في ثوبِ بلال من أقرُطِهِنَّ(2) وخواتيمهِنَّ». /


[1] العَشير: الزوجُ والصاحب، مأخوذٌ من العِشرة والمعاشرة وقد تقدَّم.
[2] الأقْرطة: جمع قُرْط والقُرْط ما عُلِّقَ في شحمة الأذن، تقريطُ الفرس: طرح اللِّجام في رأسه، وقيل: حملُها على أشدِّ الجري، والتقريط للخيل عند ابن دريد على وجهين: أحدهما: إلجامُها، والآخر: وضعُ الفارسِ يدَه على شعر [عرف] الفرس عند الجري.