الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: جلد النبي أربعين وأبو بكرٍ أربعين

          159- الخامس عشر: عن أبي ساسانَ حُضَينِ بن المنذر قال: شهدت عثمانَ بن عفَّانَ أُتِيَ بالوليد وقد صلَّى الصُّبح ركعتين ثمَّ قال: أزيدكم؟ فشهد عليه رجلان أحدُهما حُمرانُ أنَّه شربَ الخمرَ، وشهدَ آخرُ أنَّه رآه يتقيَّأُ، فقال / عثمانُ: إنَّه لم يتقيَّأ حتَّى شربَها فقال: يا عليُّ؛ قم فاجلِدْه، فقال عليٌّ: قُمْ يا حسنُ فاجلِدْه، فقال الحسنُ: وَلِّ حارَّها مَن تولَّى قارَّها(1)، فكأنَّه وَجَد عليه، فقال: يا عبد الله بنَ جعفرٍ؛ قُمْ فاجلِدْه، فجلدَه وعليٌّ يَعُدُّ حتَّى بلغ أربعين، فقال: أمسِكْ، ثمَّ قال: «جلدَ النَّبيُّ صلعم أربعين»، وأبو بكرٍ أربعين، وعمرُ ثمانين، وكلٌّ سُنَّةٌ، وهذا أحبُّ إليَّ.
          قد تقدَّم في أفراد البخاريِّ من مسند عثمانَ، من رواية عبيد الله بن عَديِّ بن الخِيار في قصَّة الوليد أنَّه جُلِد ثمانينَ. /


[1] ولِّ حارَّها مَن تولَّى قارَّها: مَثلٌ أي: ولِّ شدَّةَ هذا الأمر وصعوبتَه مَن تولَّى لِينَه ورفاهَتَه.(ابن الصلاح).