الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من ضرب غلاماً له حداً لم يأته

          1523- الحادي والثَّلاثون: عن زاذانَ أبي عمرَ عن ابن عمرَ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «مَن ضربَ غلاماً له حَدَّاً لم يَأتِه أو لطمَهُ، فإنَّ كفَّارتَه أن يعتِقَهُ».
          وفي حديث أبي عَوانةَ: «مَن لطَم مملوكَه أو ضربَهُ فكفَّارتُه أن يُعتِقَهُ» (1).
          قد بقيَ حديثٌ اتَّفق البخاريُّ ومسلمٌ على إخراجِ شيءٍ من أوَّله، فأخرَجناه كذلك في المتَّفقِ عليه، وفي آخرِه زيادةٌ ليست عند البخاريِّ، فأخرَج الحديثَ بكمالِه أبو مسعودٍ فيما انفرد به مسلمٌ، ولم يُنَبِّهْ على ما اتَّفقا عليه من أوَّله لأنَّه راعى التَّراجِمَ.
          وهو من رواية سالمٍ عن أبيه: أنَّه سمِعَ النَّبيَّ صلعم يقول: «إنَّ(2) الفتنةَ تجيءُ من ها هُنا _وأومأَ بيدِه نحوَ المشرِق_ من حيثُ يطلُعُ قرنا الشَّيطانِ». /
          وهذا المعنى قد أخرجَه البخاريُّ من طرُقٍ عن ابن عمرَ، ثمَّ زاد مسلمٌ بعد هذا في(3) الحديث نفسِه: «وأنتم يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ، وإنَّما قَتل موسى الَّذي قَتل من آل فرعونَ خطأً، فقال الله له: {وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه:40]». فهذه الزِّيادةُ لمسلمٍ وحدَه(4) من رواية سالمٍ عن أبيه.
          آخرُ(5) ما في «الصَّحيحَينِ» من الأخبار المأثورةِ عن عبد الله بن عمرَ ☺ وعن والدَيه وعن جميع الصَّحابة والتَّابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.
          والحمدُ لله أوَّلاً وآخِراً(6). /


[1] من قوله: (وفي حديث أبي عوانة..) إلى هنا سقط من (ابن الصلاح).
[2] سقط قوله: (إنّ) من (ابن الصلاح).
[3] سقط قوله: (في) من (ابن الصلاح).
[4] في (ابن الصلاح): (وجدتها).
[5] أشار فوقها في (ابن الصلاح) بـ (ص، لا، سع).
[6] في هامش (ق): (بلغت المقابلة).