الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن

          1484- الثَّالث والسَّبعون: عن سعد بن عُبيدةَ عن ابن عمرَ قال: جاء رجلٌ إلى ابن عمرَ فسأله عن عثمانَ، فذكر محاسنَ عملِه، فقال: لعلَّ ذلك يسوؤك، قال: نعم، قال: فأرغَم الله أنفَك(1). ثمَّ سأله عن عليٍّ، فذكر محاسِنَ عملِه، فقال: هو ذاك بيتُه أوسطُ بيوتِ النَّبيِّ صلعم، ثمَّ قال: لعلَّ ذلك يَسوؤك، قال: أجل، قال: فأرغَم الله بأنفِك، انطَلِق فاجْهَد عليَّ جَهدَك. [خ¦3704]
          وقد تقدَّم في حديث: (بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ) زيادةٌ فيه للبخاريِّ من هذا المعنى في عليٍّ وعثمانَ.
          وقد أخرج البخاريُّ أيضاً من حديث عثمانَ بن عبد الله بن مَوْهَبٍ(2) قال: جاء رجلٌ من أهلِ مصرَ يريد حجَّ البيتِ، فرأى قوماً جلوساً، فقال: مَن هؤلاءِ القومُ؟ قالوا: هؤلاء قريشٌ، قال: فمن الشَّيخُ فيهم؟ قالوا: عبدُ الله بن عمرَ، قال: يا ابن عمرَ؛ إنِّي سائلُك عن شيءٍ فحدِّثْني: هل تعلمُ أنَّ عثمانَ فرَّ يومَ أحُدٍ؟ قال: نعم، قال: تعلمُ أنَّه تغيَّبَ عن بدرٍ ولم يشهَد؟ قال: نعم، قال: تعلم أنَّه تغيَّبَ عن بيعةِ الرِّضوان فلم يشهَدْها؟ قال: نعم، قال: الله أكبر!
          قال ابن عمرَ: تعالَ أبيِّنُ لك: «أمَّا فرارُه يومَ أحدٍ فأشهَدُ أنَّ الله عفا عنه، وأمَّا تغيُّبُه عن بدرٍ فإنَّه كانت تحتَه زينبُ(3) بنتُ رسول الله صلعم وكانت مريضةً، فقال له رسولُ الله صلعم: إنَّ لكَ أجرَ رجلٍ ممَّن شهِد بدراً وسهمَه. وأمَّا تغيُّبُه / عن بيعةِ الرِّضوان، فلو كان أحدٌ أعزَّ ببطنِ مكَّةَ من عثمانَ لَبعَثه، فبعثَ رسول الله صلعم عثمانَ، وكانت بيعةُ الرِّضوانِ بعدما ذهب عثمانُ إلى مكَّةَ، فقال رسول الله صلعم بيده اليمنى: هذه يدُ عثمانَ. فضرَب بها على يدِه وقال: هذه لعثمانَ. ثمَّ قال ابن عمرَ: اذهبْ بها الآن معكَ». [خ¦3130]


[1] أرغم الله أنفه: أي ألصقه بالرَّغام وهو التراب.
[2] تصحف في (ابن الصلاح) إلى: (موهوب).
[3] كذا في الأصلين! والصواب (رُقيَّةُ).