الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: اذهب وادع لي معاوية

          1239- التَّاسع والأربعون: عن أبي حمزة عمران بن أبي عطاء عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «كنت ألعب مع الصِّبيان، فجاء رسولُ الله صلعم فتوارَيت خلف بابٍ، قال: فجاء فَحَطَأَنِي حطْأَةً(1)، وقال: اذهب وادعُ لي معاويةَ.
          قال: فجئت فقلت: هو / يأكل، قال: ثمَّ قال لي: اذهب فادعُ لي معاويةَ.
          قال: فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: لا أشبَع الله بطنَه».
          قال محمَّد بن المثنَّى: قلت لأميَّة بن خالد: ما حَطَأَنِي؟ قال: قفدني(2) قفدةً.
          جعل مسلم بن الحجَّاج رحمة الله عليه هذا الحديث في معاويةَ رحمة الله عليه من فضائله؛ لأنَّه أخرَج متَّصلاً به الأحاديث في دعائه ◙ لمن سبَّه، من رواية أبي هريرةَ وجابرٍ وأنسٍ، وهذا لفظُ حديث أبي هريرةَ _وسائر الأحاديث متقاربة المعنى_ : أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «اللَّهمَّ إنَّما محمَّد بَشَرٌ، يغضب كما يغضَب البَشَرُ، وإنِّي قد اتَّخذت عهداً لن تُخْلِفَنِيهِ، فأيُّما مؤمن آذيته أو سبَبْتُهُ أو جلدته، فاجعلها له كفَّارةً وقُربةً تُقَرِّبُهُ بها إليك يومَ القيامة» (3).
          آخر ما في الصَّحيحين من المتون المأثورة عن ابنِ عبَّاسٍ ☻ وعن ذريته الطيبين / الطاهرين.
          وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم. /


[1] حطَأني حَطْأةً: بالهمز، وفي رواية: حَطْوة، والحَطْو تحريك الشيء كالمزَعزِع، ومنهم من قال: لا تكون الحَطْأة إلا ضربةً بالكف بين الكتفين، والحطَأ الدَّفع، ويقال حطَأتِ القِدرُ بزبَدها: إذا رفعتْه وألقَتْه.
[2] والقَفْدُ نحوه إلا أنّه بالهواء، رُسْغ الكف إلى الجانب الوحشيِّ من الإنسان، والجانب الوحشي الذي فيه الخِنصر، والإنسيُّ الذي فيه الإبهام، ورسغ الكف ملتقى الكف والذراع، وهو الموضع الذي ينثني بين الكفِّ والذراع، فكأنَّ القَفْد على هذا ضَربٌ إلى اليمين باليد اليمنى.
[3] يستدرك عليه حديث ابن عباس من ر واية سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلعم قال لماعز بن مالك: أحقٌّ ما بلغني عنك؟! قال: وما بلغك عني؟ قال: بلغني أنك وقعت بجارية آل فلان؟ قال: نعم.قال: فشهد أربع شهادات، ثم أمر به فرجم.انظر مسلم ░1963▒، وقد نبَّه على ذلك ابن الأثير في «جامعه» 3/526.
في نسخة (أبي شجاع): (آخر الجزء الثالث والعشرين من خط الحميدي يتلوه إن شاء الله ╡ مسند أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب ♦ في المجلد الثاني ولله الحمد).
صورة طبقة السماع في الأصل المنقول منه هذه النسخة:
قرأت جميعَ ما في هذا المجلد _وهو الأول من كتاب «الجمع بين الصحيحين» تأليفَ الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن نصر الحميدي_ على الشيخ الأجلِّ الصالحِ الثقةِ أبي شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي بن المقرون، بحق سماعه من الشيخ أبي إسحاقَ إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي الرقيّ، بروايته عن الحميدي المصنف.فسمع ذلك أجمع أخي أبو المعالي، والجمال أبو محمد عبد الله بن كمال الدين أبي البركات عبد الرحمن ابن محمد بن سعيد الأنباري النحوي، وزينُ الدين أبو جعفر محمد بن أبي العباس أحمد بن علي بن أحمد، وأبو القاسم موهوب بن سعيد بن المبارك ابن أحمد الحمامي المعروف جده بأبي بكر الجمال، والشيخ يوسف بن علي ابن مذكور مستسقي الماء بجامع القصر الشريف، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الملك...الحرعي.
وصح للجماعة المذكورين سماع ذلك وثبت في مجالس آخرها يوم الاثنين سادس عشرين شوال من سنة تسع وثمانين وخمس مئة.
وسمع من أول هذا المجلد إلى آخره سوى المجلس الأخير عند البلاغ _وهو الحديث الثاني والستون عن القاسم ابن أبي بزة عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: (ألمن قتل مؤمناً متعمداً من توبة) _ الأجلّ العدلُ ضياء الدين أبو نصر أحمد بن صدقة بن نصر بن زهير، وذلك بالمسجد باللّوزية المعروف بمصلى الشيخ بمدينة السلام، وكانت القراءة من نسخة الشيخ المذكور.
وكتب محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن الجلال حامداً لله ومصلياً على رسوله محمد النبي وآله وسلم كثيراً.
هذا صحيح وكتب أبو شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي بن المقرون والتاريخ.