الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي

          1219- التَّاسع والعشرون: عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «أخبرني رجلٌ من أصحاب النَّبيِّ صلعم من الأنصار أنَّهم بينما هم جلوسٌ ليلةً مع رسول الله صلعم رُمِيَ بنجمٍ فاستنار(1)، فقال لهم رسول الله صلعم: ما كنتم تقولون في الجاهليَّة إذا رُمِيَ بمثل هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، كنَّا نقول: وُلِدَ اللَّيلة رجلٌ عظيمٌ، ومات رجلٌ عظيمٌ. /
          فقال رسول الله صلعم: فإنَّها لا يُرمَى بها لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكنَّ ربّنا تبارَك اسمُه إذا قضى أمراً سبَّح حملة العرش، ثمَّ سبَّح أهلُ السَّماء الَّذين يلونهم، حتَّى يبلغ التَّسبيح أهلَ هذه السَّماء الدُّنيا، ثمَّ قال الَّذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربُّكم؟ فيخبرونهم ما قال، فيستخبر بعض أهل السَّماوات بعضاً، حتَّى يبلغ الخبر هذه السَّماءَ الدُّنيا، فتَخْطَفُ الجنُّ السَّمع، فيقذِفون إلى أوليائهم ويَرمون، فما جاءوا به على وجهه فهو حَقٌّ، ولكنهم يَقْرفون(2) فيه ويزيدون».
          وفي رواية يونس بن يزيد: «رجالٌ من أصحابِ رسولِ الله صلعم».
          وزاد: «وقال الله: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ (3) قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} [سبأ:23]».
          وليس لعلي بن الحسين بن علي عن ابنِ عبَّاسٍ في «الصَّحيح» إلَّا هذا الحديث.


[1] أنار الشيء واستنار: أضاء وانكشف وتبين.
[2] في (ابن الصلاح): (يقذفون).يَقرِفون فيه: بمعنى يوقدون.أي: يضيفون إليه ويلصِقون به.
[3] حتى إذا فُزِّع عن قلوبهم: أي؛ كُشِفَ عنها الغَمُّ، ويقال: فزَّعتُ عن قلبه، أي: كشفتُ عنه الفزَع.