الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن الحمد لله أحمده وأستعينه

          1217- السَّابع والعشرون: عن عمرو بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن جُبير عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «كان رجلٌ من أَزدِ شَنوءةَ يقال له: ضِمادٌ، وكان يرقَى ويداوي من الرِّيح، فقدمَ مكَّة، فسمِعَ السُّفهاءَ يقولون لرسول الله صلعم: المجنون المجنون، ثمَّ قالوا له: لو أتيتَ هذا الرجل فداويتَهُ لعلَّ الله أن يشفيَه وينفعَه على يديك، فأتاه، فقال: يا محمَّد، إنِّي رجلٌ أداوي من الرِّيح، فإن أحبَبتَ داويتُك، قال: فقال رسول الله صلعم: إنَّ الحمدَ لله أحمدُه وأستعينُه، مَن يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه، أمَّا بعدُ.
          فقال: أَعِد عليَّ، فما سمعت بمثل هذا الكلام، لقد بلَغ قاموس البحر(1)، فهاتِ فلَأُبايِعنَّك(2) على الإسلام، قال رسول الله صلعم: وعلى قومك.
          قال: وعلى قومي، فبعث رسول الله جيشاً بعد مَقدَمِه المدينة، فمَرُّوا بتلك البلاد، فقال أميرهم: هل أصَبتم شيئاً؟ / قال رجلٌ منهم: إداوة، قال: ردُّوها(3)، هؤلاء قومُ ضِماد».
          وليس لعمرو بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن جُبير عن ابنِ عبَّاسٍ في «الصَّحيح» غيرُ هذا الحديث.


[1] قاموس البحر: وسَطه ومعظَمه، وأصل القَمْس: الغَوص وغيبوبةُ الشيء في الماء.
[2] في (أبي شجاع): (فلأبايعك)، وفي نسختنا من صحيح مسلم: (أبايعك).
[3] تكرر كلمة: (ردوها) في (أبي شجاع) مرتين.