الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن أبا الصهباء قال لابن عباس هات

          1194- الرَّابع: عن إبراهيمَ بن مَيسرةَ عن طاوُس: «أنَّ أبا الصَّهباءِ قال لابن عبَّاسٍ: هاتِ من هَناتِك(1)، ألم يكُن طلاقُ الثَّلاثِ على عهدِ رسولِ الله صلعم وأبي بكرٍ واحدةً؟» فقال: قد كان ذاك، فلمَّا كان في عهد عمرَ تتايَع النَّاسُ في الطَّلاق، فأجازَه عليهم.
          وفي حديث عبد الله بن طاوُسٍ عن أبيه: أنَّ ابنَ عبَّاسٍ قال: «كان الطَّلاقُ / على عهد رسولِ الله صلعم وأبي بكرٍ وسنتين من خلافة عمرَ طلاقُ الثَّلاثِ واحدةً»، فقال عمرُ بن الخطَّاب: إنَّ النَّاس قد استعجلوا في أمرٍ كانت لهم فيه أناةٌ(2)، فلو أمضَينا عليهم، فأمضاه عليهم.
          وفي حديث ابن جُريجٍ: أنَّ أبا الصَّهباءِ قال لابن عبَّاسٍ: «أتعلَم أنَّما كانت الثَّلاثُ تُجعَل واحدةً على عهد رسولِ الله صلعم وأبي بكرٍ وثلاثاً من إمارة(3) عمرَ؟ فقال ابن عبَّاسٍ: نعم».


[1] هَناتٌ: خِصالُ سوءٍ مكروهةٌ، ولا تقال في الخير.
[2] الأناة: التربُّص وتركُ العَجَلة.
[3] في (أبي شجاع): (ولاية).