الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أما بعد؛ فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار

          1142- الثَّاني والسَّبعون: عن عبد الرَّحمن بن سليمانَ بن عبد الله بن حَنظلَة ابنِ الغَسِيل عن عكرمةَ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «خرَج رسولُ الله صلعم في مرضه الَّذي مات فيه بِمِلْحَفَةٍ، وقد عصَّب رأسَه بعِصابَةٍ دهماءَ(1)، حتَّى جلَس على المنبر، فحمِد الله وأثنَى عليه، ثمَّ قال: أمَّا بعدُ؛ فإنَّ النَّاس يَكثُرون ويقلُّ الأنصار، حتَّى يكونوا في النَّاس بمَنزِلة الملح في الطَّعام، فمن وَلِيَ منكم شيئاً يضُرُّ فيه قوماً وينفع فيه آخرين فَليَقْبَل مِن مُحسِنِهم، ويتجاوَز عن مُسيئِهم.
          وكان آخرَ مجلسٍ جلَس فيه النَّبيُّ صلعم». [خ¦3628]
          وفي حديث أحمد بن يعقوب: «وعليه مِلحفةٌ متعطِّفاً بها على مَنْكِبه».
          ولم يذكر: وكان آخرَ مجلسٍ. [خ¦3800]
          وفي حديث إسماعيلَ بن أبانَ: «فحمِد الله وأثنَى عليه، ثمَّ قال: أيُّها النَّاس إليَّ، فثابوا إليه، ثمَّ قال: أمَّا بعد؛ فإنَّ هذا الحيَّ من الأنصار يقلُّون ويكثُرُ النَّاس...». ثمَّ ذكَر نحوَه. [خ¦927]


[1] الدُّهمة: السواد، والدَّهماء: السوداء.وفي نسختنا من البخاري: (دسماء) قال الحافظ في «الفتح» 1/117: أي متغيرة اللون إلى السواد، أي: وسخة، كالثوب الذي أصابه الدسم من الزيت ونحوه، وكان ذلك من العرق، وقيل: كان ذلك لونها الأصلي، فإن في بعض الروايات (سوداء).