الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل

          1110- الأربعون: حديث إبراهيمَ وهاجر أمِّ إسماعيلَ: عن أيُّوبَ بنِ أبي تميمةَ السَّختيانيِّ وكثير بنِ كثيرِ بن المطَّلبِ بنِ أبي وَداعة _يزيد أحدهما على الآخر_ عن سعيد بن جُبير قال ابن عبَّاسٍ: أوَّلُ ما اتَّخذ النِّساءُ المِنْطَقَ(1) من قِبل أمِّ إسماعيل، اتَّخذت مِنطَقاً.
          وقال الأنصاري عن ابن جُريجٍ قال: وأمَّا كثير بن كثير فحدَّثني، قال: إنِّي وعثمانُ بنُ أبي سليمانَ جلوسٌ مع سعيد بن جُبير، فقال: ما هكذا حدَّثني ابن عبَّاسٍ، ولكنَّه قال: أقبَل إبراهيمُ بإسماعيلَ وأمِّه وهي تُرضعه، معها شَنَّةٌ(2). لم يرفعه، ولم يزد الأنصاري على هذا. / [خ¦3363]
          وفي أوَّل هذا الحديث عند البرقانيِّ من حديث عبدِ الرزاق عن مَعمرٍ عن أيُّوبَ وكَثيرٍ، ولم يذكُره البخاريُّ، [أنَّ سعيدَ بنَ جُبير قال: سلوني يا معشرَ الشَّباب فإنِّي قد أوشكت(3) أن أذهَب من بين أظهُرِكم، فأكثَر النَّاسُ مسألته، فقال له رجلٌ: أصلَحك الله، أرأيت هذا المقام، أهو كما كنَّا نتحدَّث؟ قال: وما كنتَ تتحدَّث؟ قال: كنَّا نقول: إنَّ إبراهيمَ ◙ حين جاء عَرَضَت عليه امرأة إسماعيل النُّزولَ فأبى أن ينزِل، فجاءت بهذا الحجر، فقال: ليس كذلك.]
          من هنا ذكَر البخاريُّ بعد الإسناد المقدَّم في أول التَّرجمة عن أيُّوب وكثيرٍ عن سعيد بن جُبير، قال سعيدُ بنُ جُبير: قال ابن عباس: «أوَّلُ ما اتَّخذ النِّساءُ المِنطَقَ من قِبل أمِّ إسماعيلَ، اتَّخذت مِنطقاً لتُعَفِّي أثرها على سارة، ثمَّ جاء بها إبراهيمُ وبابنها إسماعيلَ وهي ترضِعه، حتَّى وضَعَهما عند البيت عند دوحةٍ فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكَّة يومئذٍ أحدٌ، وليس بها ماءٌ، فوضَعَهما هناك، ووضَع عندهما جِراباً فيه تمرٌ، وسقاءً(4) فيه ماءٌ، ثمَّ قفَّى(5) إبراهيمُ منطلقاً، فتبِعَته أمُّ إسماعيلَ، فقالت: يا إبراهيم؛ أين تذهَب وتترُكنا بهذا الوادي الَّذي ليس فيه أنيسٌ ولا شيءٌ؟ فقالت له ذلك مراراً، وجعَل لا يلتَفِت إليها، فقالت له: آلله أمرَك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيِّعنا، ثمَّ رجعت.
          فانطلَق إبراهيمُ ◙ حتَّى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيتَ ثمَّ دعا بهؤلاء الدَّعوات، فرفع يديه فقال: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ...} حتَّى بلغ: {يَشْكُرُونَ} [إبراهيم:37].
          وجعَلت أمُّ إسماعيلَ ترضِع إسماعيلَ وتشرَب من ذلك الماء، حتَّى إذا نفِد / ما في السِّقاء عطِشَت وعطِشَ ابنُها، وجعَلت تنظُر إليه يتلوَّى _أو قال: يتلبَّط(6)_ فانطلقت كراهية أن تنظُر إليه، فوجَدتِ الصَّفا أقرَب جبلٍ في الأرض يليها، فقامَت عليه، ثمَّ استقبَلتِ الوادي تنظُرُ هل ترى أحداً، فلم ترَ أحداً، فهبَطَت من الصَّفا حتَّى إذا بلَغَت الوادي رفعَت طرَف دِرعِها، ثمَّ سعت سعي الإنسان المَجهودِ(7) حتَّى جاوَزتِ الوادي، ثمَّ أتتِ المروةَ، فقامَت عليها فنظَرَت هل ترى أحداً(8)، فلم ترَ أحداً، ففعَلَت ذلك سبع مرَّاتٍ _قال ابن عبَّاسٍ: قال النَّبيُّ صلعم: فلذلك سعى النَّاسُ بينهما_ فلمَّا أشرَفت على المروة(9) سمِعت صوتاً، فقالت: صَه(10) _تريد نفسها_ ثمَّ تسمَّعت فسَمِعت أيضاً، فقالت: قد أسمَعتَ إن كان عندك غَـُواث(11)، فإذا هي بالملك عند موضِع زمزَم، فبحث بعقبه _أو قال: بجناحه_ حتَّى ظهَر الماءُ، فجَعلَت تُحَوِّضُه(12) وتقول بيدها هكذا، وجعَلت تغرِفُ من الماء في سِقائها، وهو يفور بعد ما تغرِف _وفي روايةٍ أخرى: بقدر ما تغرف_ قال ابن عبَّاسٍ: قال النَّبيُّ صلعم: يرحَم الله أمَّ إسماعيل، لو ترَكت زمزم _أو قال: لو لم تغرِفْ من الماء_ لكانت زمزم عيناً مَعيناً(13). /
          قال: فشَربِت وأرضَعت ولدَها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضَّيعة، فإنَّ ها هنا بيتاً لله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإنَّ الله لا يضيِّع أهلَه.
          وكان البيت مرتَفَعاً من الأرض كالرَّابيَة(14)، تأتيه السُّيولُ فتأخذ عن يمينه وعن شماله، فكانت كذلك حتَّى مرَّت بهم رُفقةٌ من جُرهُم _أو أهلُ بيتٍ من جُرهُم_ مُقبلين من طريق كَداء _وقد روي بضم الكاف وفتحها_ فنزلوا في أسفلِ مكَّةَ، فرأوا طائراً عائفاً(15)، فقالوا: إنَّ هذا الطَّائرَ ليدُور على ماءٍ، لعَهدُنا بهذا الوادي وما فيه ماءٌ، فأرسَلوا جَرِيَّاً(16) أو جَرِيَّين، فإذا هم بالماء، فرجَعوا فأخبروهم، فأقبَلوا وأمُّ إسماعيلَ عند الماء، فقالوا: أتأذنينَ لنا أن ننزِل عندكِ؟ قالت: نعم، ولكن لا حقَّ لكم في الماء، قالوا: نعم.
          قال ابن عبَّاسٍ: قال النَّبيُّ صلعم: فألفى(17) ذلك أم إسماعيلَ، وهي تحبُّ الأُِنس.
          فنزلوا فأرسَلوا إلى أهليهم، فنزَلوا معهم، حتَّى إذا كانوا بها أهل أبياتٍ منهم، وشبَّ الغلامُ، وتعلَّم العربِيَّة منهم، وأنفَسَهم وأعجَبَهم حين شبَّ، فلمَّا أدرَك زوَّجوه امرأةً منهم، وماتت أمُّ إسماعيلَ.
          فجاء إبراهيمُ بعدما تزوَّج إسماعيلُ يطالع ترِكَته، فلم يجد إسماعيلَ، فسأل / امرأَتَه عنه، فقالت: خرَج يَبتغي لنا.
          _وفي رواية إبراهيمَ بن نافعٍ: ذهَب يصيد_ ثمَّ سألها عن عيشِهم وهيئتِهم، فقالت: نحن بِشَرٍّ، نحنُ في ضيقٍ وشدَّةٍ! وشكَت إليه.
          قال: فإذا جاء زوجُكِ اقرئي ◙، وقولي له يغيِّر عتبةَ بابه، فلمَّا جاء إسماعيلُ كأنَّه آنس شيئاً، فقال: هل جاءكم من أحدٍ؟ قالت: نعم، جاءنا شيخٌ كذا وكذا، فسألنا عنكَ، فأخبَرتُه، فسألني كيف عيشنا، فأخبَرتُه أنَّا في جَهدٍ(18) وشدَّةٍ.
          قال: فهل أوصاك بشيءٍ؟ قالت: نعم، أمرني أن أَقرأَ عليك السَّلام، ويقول: غيِّر عتبةَ بابك.
          قال: ذاك أبي، وقد أمرَني أن أفارقَكِ، الْحَقي بأهلكِ، فطلَّقها، وتزوَّج منهم أخرى، فلبِث عنهم إبراهيمُ ما شاء الله، ثمَّ أتاهم بعدُ، فلم يجِده، فدخَل على امرَأته، فسأل عنه، قالت: خرَج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشِهم وهيئتِهم، فقالت: نحن بخيرٍ وسَعةٍ، وأثنَت على الله ╡، فقال: ما طعامُكم؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء، قال: اللَّهمَّ بارك لهم في اللَّحم والماء.
          قال النَّبيُّ صلعم: ولم يكن لهم يومئذٍ حبٌّ، ولو كان لهم دعا لهم فيه.
          قال: فهما لا يخلو عليهما أحدٌ بغير مكَّة إلَّا لم يوافقاه.
          وفي رواية إبراهيمَ بنِ نافعٍ: فجاء فقال: أين إسماعيلُ؟ فقالت امرأتُه: ذهَب يصيدُ، فقالت امرأته: ألا تنزِل فَتَطْعَمَ وتشرَبَ، قال: وما طعامُكم، وما شرابُكم؟ قالت: طعامُنا اللَّحم، وشرابُنا الماء، قال: اللَّهمَّ بارك لهم في طعامهم وشرابهم.
          قال: فقال أبو القاسم صلعم: بركة دعوة إبراهيم ◙.
          _رجع إلى باقي الإسناد الأوَّل(19)_ :
          قال: فإذا جاء زوجُكِ فاقرئي ◙ ومُرِيه يثبِتُ عتبةَ بابه، فلمَّا جاء إسماعيلُ / قال: هل أتاكم من أحدٍ؟ قالت: نعم، أتانا شيخٌ حسَن الهيئة، وأثنَت عليه، فسألني عنك، فأخبَرتُه، فسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنَّا بخيرٍ، قال: فأوصاك بشيءٍ؟ قالت: نعم، يقرأ عليك السَّلام ويأمرك أن تُثبِت عتبةَ بابك، قال: ذاك أبي، وأنتِ العتبة، أمرني أن أمسكَكِ.
          ثمَّ لبث عنهم ما شاء الله، ثمَّ جاء بعد ذلك وإسماعيلُ يبري نَبلاً له تحت دوحةٍ(20) قريباً من زمزم، فلمَّا رآه قام إليه، فصَنعا كما يصنَع الوالدُ بالولدِ، والولدُ بالوالدِ، ثمَّ قال: يا إسماعيلُ؛ إنَّ الله أمرني بأمرٍ، قال: فاصنَع ما أمرَك ربُّك، قال: وتُعينُني؟ قال: وأعينك، قال: فإنَّ الله أمرني أن أبني بيتاً ها هنا، وأشار إلى أَكَمةٍ(21) مرتفعةٍ على ما حولها.
          فعند ذلك رفَع القواعدَ من البيت، فجعَل إسماعيلُ يأتي بالحجارة وإبراهيمُ يبني، حتَّى إذا ارتفَع البناءُ جاء بهذا الحجَر فوضَعَه له، فقام عليه وهو يبني وإسماعيلُ يناوله الحجارة، وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:127]، قال: فجعلا يبنيان حتَّى يدورا حول البيت، وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:127]». [خ¦2368]
          وفي حديث أبي عامرٍ عبدِ الملك بنِ عمرٍو العَقَديِّ عن إبراهيمَ بنِ نافعٍ عن كثيرِ بن كثيرٍ عن سعيدِ بن جُبيرٍ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «لمَّا كان من إبراهيمَ ومن أهله ما كان، خرَج بإسماعيلَ وأمِّ إسماعيلَ، ومعهم شَنَّةٌ فيها ماءٌ، فجعَلت أمُّ إسماعيلَ تشرَب من الشَّنَّة، فيدِرُّ لبنها على صبيِّها، حتَّى قدِم مكَّة، فوضَعها تحت دوحةٍ، ثمَّ رجَع إبراهيمُ إلى أهله، فاتَّبعَته أمُّ إسماعيلَ، حتَّى لمَّا بلغوا كَداءً / نادته من ورائه: يا إبراهيم؛ إلى من تترُكنا؟! قال: إلى الله! قالت: رضيتُ بالله.
          قال: فرجَعت فجعَلت تشرَب من الشَّنَّة، ويدِرُّ لبنُها على صبيِّها، حتَّى لمَّا فنِي الماءُ قالت: لو ذهَبتُ فنظَرتُ لعَلِّي أُحِسُّ أحداً، قال: فذهَبت فصَعِدت الصَّفا، فنظَرَت ونظرَت هل تُحِسُّ أحداً، فلم تُحِسَّ أحداً، فلمَّا بلغَت الوادي سعَت وأتتِ المروة، وفعلَت ذلك أشواطاً، ثمَّ قالت: لو ذهَبتُ فنظرتُ ما فعَل الصَّبيُّ، فذهبَت ونظرَت، فإذا هو على حاله، كأنَّه ينشَغُ للموت، فلم تُقِرُّها نفسُها، فقالت: لو ذهَبتُ فنظَرتُ لعَلِّي أُحِسُّ أحداً، فذهَبت، فصَعِدت الصَّفا، فنظَرَت ونظَرَت، فلم تُحِسَّ أحداً، حتَّى أتَمَّت سبعاً، ثمَّ قالت: لو ذهَبتُ فنظَرتُ ما فعَل، فإذا هي بصوتٍ، فقالت: أَغِث إن كان عندَك خيرٌ، فإذا جبريلُ، قال: فقال بعَقِبِه هكذا، وغَمَزَ بعَقِبِه على الأرض، فانبثَق الماءُ، فدهَشَت أمُّ إسماعيلَ، فجعلت تحفِنُ(22) _وفي أُخرى: تحفِر_ ...»، وذكر الحديث بطوله نحوَه أو قريباً منه _والأوَّل أَتَمُّ_ إلى قوله: «فوافى إسماعيلَ من وراء زمزمَ يُصلِح نَبلاً له، فقال: يا إسماعيل؛ إنَّ ربَّك أمرَني أن أبني له بيتاً، قال: أَطِع ربَّك، قال: إنَّه قد أمرَني أن تعينَني عليه، قال: إذن أفعَلُ، أو كما قال.
          قال: فقاما، فجعَل إبراهيمُ يبني وإسماعيلُ يناوله الحجارةَ، ويقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:127] حتَّى ارتفَع البناءُ وضعُف الشَّيخُ عن نقلِ الحجارة، فقام على حَجر المقام، فجعَل يناوله الحجارة، ويقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:127]». / [خ¦3365]
          وقد أخرج البخاريُّ طرفاً منه عن عبد الله بن سعيد بن جُبير عن أبيه عن ابنِ عبَّاسٍ عن النَّبيِّ صلعم، قال: «يرحَم الله أمَّ إسماعيلَ، لولا أنَّها عَجِلَت لكان زمزمُ عيناً مَعيناً». [خ¦3362]
          وفي حديث إبراهيمَ بنِ نافعٍ: فقال أبو القاسم صلعم: «لو تركته كان الماء ظاهراً». [خ¦3365]


[1] المِنطَق: كل شيء شددتَ به وسَطَك، وجمعها مَناطِق، والنِّطاق: إزار فيه تِكَّة تلبسه النساء، قال الهروي: النطاق أن تأخذَ المرأة ثوباً فتلبَسه، ثم تشد وسطها بحبل، ثم ترسل الأعلى على الأسفل، قال: وبه سمِّيت أسماء بنت أبي بكر ذاتَ النطاقَين؛ لأنها كانت تطارِقُ نطاقاً على نطاق، وقيل: كان لها نطاقان تلبَس أحدَهما وتحمل في الآخر الزادَ إلى رسول الله صلعم وهو في الغار، أو تشد به ما تحمِلُ إليه، ويقال: إن الناطقة الخاصرةُ.
[2] الشَّنَّة: القِربة البالية، وقد تكرر.
[3] أَوشَكت: قرُبت، والوشيك: القريب.
[4] السِّقاء: إهابٌ يجعَل فيه الماء.
[5] قفَّى: ولى وذهب.
[6] التَّلبُّط والتَّلوي: التمرُّغ والتقلب.
[7] المَجْهود: المشقوق عليه الذي قد نال جَهداً، أي ما فيه كُلفةٌ ومشقَّة.
[8] انتقل نظر ناسخ (أبي شجاع) من كلمة (أحداً) إلى التالية فسقط ما بينهما.
[9] في (أبي شجاع): (الوادي)، والمثبت موافق لنسختنا من صحيح البخاري.
[10] صَهْ: أمرٌ بالسكوت.
[11] الغَوَاث والغِياث: الصوت وإجابة المستَغيث بما فيه فرَجٌ له.
[12] أي: تجعل له حوضاً يجتمعُ فيه الماء.«فتح الباري» 6/402.وتحرف في (ابن الصلاح) إلى: (تخوضه).
[13] الماء المَعين: الظاهر الذي لا يتعذَّر أخذُه.
[14] الرَُّبوة: المكان المرتفع بضم الراء وفتحها، والرَّابية كذلك، كأنها ارتفعت على ما حولَها، وأربت عليه في الارتفاع.
[15] الطائر العائفُ: هو الذي يتردَّد حولَ الماء ولا يبرَحُ.
[16] الجَريُّ: الرسول، والجريُّ: أيضاً الوكيل، وقيل: سمِّيا بذلك؛ لأنهما يجريان مجرى المرسِل والموكِّل.
[17] أَلفى: وجد.
[18] الجَهْد: المشقَّة.
[19] سقط قوله: (رجع إلى باقي الإسناد الأوَّل) من: (ابن الصلاح).
[20] الدَّوحة: الشجرة العظيمة، وجمعها دَوحٌ.
[21] الأَكَمة: ما ارتفع من الأرض، وجمعها أَكَم، ثم يجمَعُ على الآكام والأوكام.
[22] في (أبي شجاع): (تحقن) وأشار إليه في هامش (ابن الصلاح)، ولعله تحريف، قال القاضي في «المشارق» 1/407: للأصيلي بالنون ولغيره بالراء، وكلاهما له وجه، وتحفِنُ: تجمع الماء بيديها معاً في سقائها، وتحفِر: أي: تعمق له، وهو أوجه هنا، بدليل الحديث الآخر تحوضه أي: تجعل له حوضاً.اهـ .وفي نسختنا من البخاري: (تحفز).