الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: انطلق النبي من المدينة بعدما ترجل وادهن

          1091- الحادي والعشرون: عن كُريب _من رواية موسى بن عقبة عنه_ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «انطلَق النَّبيُّ صلعم من المدينة بعدما ترجَّل وادَّهن ولبِس إزارَه ورداءَه هو وأصحابه، فلم يَنْهَ عن شيءٍ من الأردِيَة والأزُر تُلْبَس، إلَّا المزعفرة الَّتي تَردَعُ على الجلد(1)، فأصبَح بذي الحليفة، ركِب(2) راحلَته، حتَّى استوى على البيداء أهَلَّ هو وأصحابُه، وقلَّد بدنَته، وذلك لخمسٍ بقين من ذي القعدة، فقَدِمَ مكَّة لأربعٍ خلون من ذي الحجَّة، فطاف بالبيت، وسعى بين الصَّفا والمروة، ولم يَحِلَّ من أجل بُدنه لأنَّه قلَّدها، ثمَّ نزَل بأعلى مكَّة عند الحَجون وهو مُهِلٌّ بالحجِّ، ولم يقرَب الكعبةَ بعد طوافه بها حتَّى رجَع من عرفةَ، وأمر أصحابه أن يطوفوا بالبيت وبين الصَّفا والمروةِ، ثمَّ يقصِّروا رؤوسَهم، ثمَّ يَحِلُّوا، / وذلك لمن لم يكن معه بدنة قلَّدها، ومن كانت معه امرأته فهي له حلالٌ، والطِّيبُ والثِّيابُ». [خ¦1545]
          أخرجه مختصراً في موضعٍ آخرَ من الحجِّ، فقال فيه: «قدِم النَّبيُّ صلعم، فأمر أصحابَه أن يطوفوا بالبيت، وبالصفا والمروةِ، ثمَّ يَحِلُّوا ويحلِقوا أو يقصِّروا». لم يزد. [خ¦1731]


[1] المزعفرة الَّتي تَردَعُ الجلد: أي؛ تصبُغه، وتنفض صِبغَها عليه، وأصل الرَّدع في هذا الصَّبغُ والتأثير، ويقال: ثوب رَديعٌ، أي: مصبوغ، وردَعه بالزَّعفَران: صبَغه.
[2] في (أبي شجاع): (راكب)، والمثبت موافق لنسختنا من صحيح البخاري.