الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن عائشة اشتكت، فجاء ابن عباس

          1076- السَّادس: عن القاسم بن محمَّد بن أبي بكرٍ الصِّدِّيق: «أنَّ عائشةَ اشتكت، فجاء ابن عبَّاسٍ، فقال: يا أمَّ المؤمنين؛ تقدَمين على فَرَطِ(1) صِدقٍ، على رسولِ الله صلعم، وعلى أبي بكرٍ». [خ¦3771]
          مختصَر.
          ورواه بطوله من حديث عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مليكة قال: «استأذن ابنُ عبَّاسٍ على عائشةَ ☻ قبل موتها، وهي مغلوبةٌ(2)، قالت: أخشى أن يُثنِي عليَّ، فقيل: ابنُ عمِّ رسول الله صلعم، ومن وجوهِ المسلمينَ، قالت: ائذنوا له، فقال: كيف تجدِينَك؟ قالت: بخيرٍ إن اتَّقيت، قال: فأنت بخيرٍ إن شاء الله، زوجةُ رسول الله صلعم، ولم ينكِح بكراً غيرَكِ، ونزَل عذرُكِ من السَّماء، ودخَل ابنُ الزُّبير خلافه فقالت: دخَل ابن عبَّاسٍ فأثنى عليَّ، ولوَدِدتُ أنِّي كنت نِسياً منسيَّاً»(3). [خ¦4753]
          وفي رواية أبي موسى من حديث القاسم بن محمَّد: أنَّ ابن عبَّاسٍ استأذَن على عائشةَ نحوُه، ولم يذكر: نسياً منسيَّاً. [خ¦4754]


[1] الفَرَط: المتقدِّم، وجمعه فُرَّاط، وهم المتقدمون في إصلاح ما ينفعُ من تأخَّر عنهم.
[2] وهي مغلوبةٌ: أي؛ شديدة الوجَع، قد غلبَها المرضُ؛ أي: أضعفها عن التَّصرُّف.
[3] النَّسْيُ المنسيُّ: الحقير المحتقَر، وهو كلُّ شيء لا يُؤْبَه له لقلَّته، فيُتركُ ولا يلتفت إليه، كأنَّه قد نُسيَ، والعرب تقول إذا ارتحلوا عن منزلٍ: احفظوا أنساءكم، جمع نِسْىٍ؛ أي احفظوا محقَّراتِكم ولا تنسَوها ولا تتغافلوا عنها فربما نفعَت.وفي بعض التفاسير: (نِسياً منسيَّاً): أي حَيضةً ملقاةً.