الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن عثمان رجل حييّ، وإني خشيت

          114- الرَّابع: عن سعيد بنِ العاصِ أنَّ عثمانَ وعائشةَ حدَّثاه: «أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ ☺ استأذنَ على رسول الله صلعم وهو مضطجعٌ على فراشه لابسٌ مِرطَ عائشةَ، فأذِن لأبي بكرٍ وهو كذلك، فقضى إليه حاجتَه ثمَّ انصرف، ثمَّ(1) استأذن عمرُ فأذِن له وهو على تلكَ الحال، فقضى إليه حاجتَه ثمَّ انصرف، قال عثمانُ: ثمَّ استأذنتُ عليه فجلس وقال لعائشةَ: اجمعي عليكِ ثيابَك(2)، قال: فقضَيتُ إليه حاجتي ثمَّ انصرفت، قال: فقالت عائشة: يا رسول الله؛ مالي لم أرَك فزِعتَ(3) / لأبي بكرٍ وعمرَ كما فزِعت لعثمانَ؟
          فقال رسول الله صلعم: إنَّ عثمانَ رجلٌ حَييٌّ، وإنِّي خشِيتُ إن أذِنتُ له على تلكَ الحال ألَّا يَبلُغَ إليَّ في حاجتِه».


[1] كتب فوقها في (أبي شجاع): (نسخة).
[2] اجمعي عليك ثيابك: أي ضميها واشتغلي بجمْعِها عليك والزيادة في الاستتار بها.
[3] فَزِعْتَ: أي تأهبْتَ لتتحوَّل من حالٍ إلى حالٍ، يقال: فزع من نومه إذا هبَّ واستيقظ، وكذلك الفَزَع الذي هو الذُّعر، والفَزَع الذي هو النُّصرة تحوُّلٌ من حالٍ إلى حال واشتغالٌ بها.(ابن الصلاح) نحوه.