الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: غزونا مع رسول الله حنيناً

          970- الرابع: عن إياسِ بنِ سلَمةَ قال: حدَّثني أبي قال: «غزَونا معَ رسولِ الله صلعم حُنَيناً، فلمَّا واجَهنا العدوَّ تقدَّمتُ فأعلُو ثَنِيَّةً، فاستقبَلَني رجلٌ مِن العدوِّ، فأَرميه بسهمٍ، فتوارى عنِّي، فما درَيتُ ما صنَع، ونظرتُ إلى القوم فإذا هم قد طَلَعوا مِن ثَنِيَّةٍ أخرى فالتَقَوا هم وأصحابُ النَّبيِّ صلعم، فولَّى أصحابُ النَّبيِّ صلعم(1)، وأرجِعُ منهزِماً وعليَّ بُردَتانِ متَّزِرٌ بإحَدَاهما مرْتَدٍ بالأخرى، فاستَطلَق إزاري فجمعتُهما جميعاً، ومررتُ على رسولِ الله صلعم منهزِماً وهو على بغلتِه الشَّهباءِ، فقال رسولُ الله صلعم: لقد رأى ابنُ الأكوعِ فَزَعاً. فلمَّا غَشَوا رسولَ الله صلعم نزَل عن البغلةِ، ثمَّ قَبَض قبْضةً من ترابِ الأرضِ، ثمَّ استقبَلَ به وجوهَهم، فقال: شاهتِ الوجوهُ(2). فما خلَق اللهُ منهم إنساناً إلَّا ملأَ عينَيه تراباً بتلكَ القَبضةِ، فولَّوا مدبرينَ، فهزَمَهم الله، وقَسَم رسولُ الله صلعم غنائمَهم بينَ المسلمين».


[1] سقط قوله: (فولَّى أصحاب النَّبيِّ صلعم) من (ابن الصلاح).
[2] شاهت الوجوه: أي؛ قَبُحت.