الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: يا ابن الأكوع؛ ملكت فأسجح

          955- العاشر: عن يزيدَ بنِ أبي عُبَيدٍ قال: سمِعتُ سلَمةَ بنَ الأكوعِ يقول: «خرجتُ قبلَ أن يُؤذَّن بالأُولى، وكانت لِقَاحُ(1) رسولِ الله صلعم تَرعى بذي قَرَدَ، قال: فلقِيَني غلامٌ لعبد الرحمنِ بنِ عوفٍ، فقال: أُخِذَت لِقَاحُ رسولِ الله صلعم، فقلتُ: مَن أخَذها؟ قال: غَطَفَانُ، قال: فصرَختُ ثلاثَ صَرَخاتٍ: يا صباحاهُ! قال: فأسمعْتُ ما بينَ لابَتَي المدينةِ(2)، ثمَّ اندفَعتُ على وجهي حتى أدرَكتُهم، وقد أخذُوا يَسقون مِن الماءِ، فجعلْتُ أرمِيهم بنَبلي، وكنتُ رامياً، وأقول: أنا ابنُ الأكوعِ اليومُ يومُ الرُّضَّعِ، وأرتجِزُ حتى استنقَذتُ اللِّقاحَ منهم، واستلَبتُ منهم ثلاثين بُردَةً، قال: وجاء النَّبيُّ صلعم والناسُ، فقلتُ: يا نبيَّ الله؛ إنِّي قد حمَيتُ القومَ الماءَ وهم عِطاشٌ، فابعَث إليهم السَّاعةَ، فقال: يا ابنَ الأكوعِ؛ ملكْتَ فأَسجِحْ(3) قال: ثمَّ رجَعنا، ويردِفُني رسولُ الله صلعم على ناقتِه حتى دخَلْنا المدينةَ».
          وفي حديث مكِّي: أنَّ سلَمةَ قال: خرجتُ من المدينةِ أريد الغابةَ، حتى إذا كنتُ / بثَنِيَّةِ الغابةِ، لقِيَني غلامٌ لعبد الرحمنِ بنِ عوفٍ، فقلتُ: وَيحَكَ! ما بِكَ؟ قال: «أُخِذت لقَاحُ النَّبيِّ صلعم، فقلتُ: مَن أخَذها؟ قال: غَطَفَانُ وفَزَارَةُ، فصرَختُ ثلاثَ صرَخاتٍ...»، ثمَّ ذكَر نحوَه، وفي آخرِه: «ملكتَ فأسجِح، إنَّ القومَ يُقْرَونَ(4) في قومِهم». [خ¦3041]


[1] اللِّقاحُ مِن النُّوقِ: الحوامل، الواحدة: لَقُوحٌ ولاقِحٌ، والملاقِيحُ: الإناثُ في بطونها أولادها، والملاقيح أيضاً: التي تكون في البطون، وقال ابن السِّكِّيت: اللواقِح: الحوامل، واللقاح: ذواتُ الألبان، الواحدة لَقُوحٌ ولَقْحة، وقال غيره: لَقْحة ولِقْحة بفتح اللام وكسرها وهي التي نُتِجت حديثاً، والجمع: لُقُحٌ.
[2] ما بين لابَتَي المدينة: أي جانبَيها، واللَّابةُ: الحَرَّةُ وهي حجارة سودٌ قد أحاطَت بالمدينة.
[3] ملكتَ فأسجِح: أي: أحسِنْ.(ابن الصلاح).
[4] كتب فوقها في (ابن الصلاح): (كذا وقع).