الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أيها الناس؛ ما لكم حين نابكم شيء

          898- الرَّابع: عن أبي حازم عن سهل بن سعد: «أنَّ رسولَ الله صلعم بلغَه أنَّ بني عمرو ابن عوف كان بينهم شَرٌّ، فخرج رسول الله صلعم يُصلِحُ بينهم في أناسٍ معه، فحُبس رسول الله صلعم وحانتِ الصَّلاة، فجاء بلالٌ إلى أبي بكرٍ، فقال: يا أبا بكرٍ؛ إنَّ رسول الله صلعم قد حُبِسَ وحانت الصَّلاة، فهل لك أن تؤمَّ النَّاس؟ قال: نعم، إن شئتَ، فأقام بلال، وتقدَّم أبو بكرٍ، فكبَّر وكبَّر النَّاس، / وجاء رسولُ الله صلعم يمشي في الصُّفوف حتَّى قام في الصَّفِّ، فأخذ النَّاس في التَّصفيق، وكان أبو بكرٍ لا يلتفت في صلاته، فلمَّا أكثر النَّاس التفت، فإذا رسول الله صلعم، فأشار إليه رسول الله صلعم، فرفع أبو بكرٍ يده فحمِد الله، ورجع القَهْقَرَى وراءَه حتَّى قام في الصَّفِّ، فتقدَّم رسول الله صلعم فصلَّى للناس فلمَّا فرغ أقبل على النَّاس فقال: أيُّها النَّاس؛ ما لكم حين نابكم شيءٌ في الصَّلاة أخذتُم في التَّصفيق؟! إنَّما التَّصفيق للنِّساء، مَن نابه شيءٌ في صلاته فليقل: سبحان الله، فإنَّه لا يسمعُه أحدٌ حين يقول: سبحانَ الله، إلَّا التفتَ، يا أبا بكرٍ، ما منعك أن تصلِّيَ بالنَّاس حين أشرتُ إليكَ؟ فقال أبو بكرٍ: ما كان ينبغي لابن أبي قحافةَ أن يصلِّيَ بين يدي رسول الله صلعم». [خ¦684]
          وفي حديث حمَّاد بن زيد: «أنَّ النَّبيَّ صلعم صلَّى الظُّهر، ثمَّ أتاهم يُصلِحُ بينهم، وأنَّ الصَّلاة الَّتي احتُبِسَ عنها النَّبيُّ صلعم وتقدَّم فيها أبو بكرٍ هي صلاةُ العصر».
          وفيه: «أنَّه قال للقوم: إذا نابَكم أمرٌ فليسبِّحِ الرِّجال، ولْيُصَفِّحِ(1) النِّساء». [خ¦7190]
          وحديث سفيان الثَّوريِّ مختصر، قال: قال النَّبيُّ صلعم: «التَّسبيحُ للرِّجال، والتَّصفيق للنِّساء». / [خ¦1204]
          وحديث محمَّد بن جعفر بن أبي كثير مختصر: «أنَّ أهل قُباءَ اقتتلوا حتَّى ترامَوا بالحجارة، فأُخبر رسولُ الله صلعم فقال: اذهبوا بنا نُصلِحْ بينهم» هكذا هو عند البخاريِّ، لم يزد. [خ¦2693]
          وليس عندَ مسلم هذا القول من رسول الله صلعم، وقد ظنَّه أبو مسعود طَرَفاً من حديث الإصلاحِ بين بني عمرِو بن عوف، فذكره معه في المتَّفق عليه، وقد أفرده غيرُه منه وجعله من أفراد البخاري(2).


[1] في (أبي شجاع): (وليصفق)، وما أثبتناه من (ابن الصلاح) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
والتصفيح: ضرب اليد على اليد بصفحَتَيهما، وكذلك التَّصفيقُ باليدين جميعاً.
[2] في هامش (أبي شجاع): آخر الجزء السابع من خط الحميدي.