الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم

          884- الرَّابع: عن عبد الله بن مرَّةَ عن البراء قال: «مُرَّ على النَّبيِّ صلعم بيهوديٍّ مُحَمَّمٍ(1) مجلودٍ، فدعاهم فقال: هكذا تجدونَ حدَّ الزَّاني في كتابكم؟ قالوا: نعم، فدعا رجلاً من علمائهم فقال: أَنْشُدُكَ بالله الَّذي أنزل التَّوراة على موسى، أهكذا تجِدون حدَّ الزَّاني في كتابكم؟ قال: لا، ولولا أنَّك نشدتَني بهذا لَمْ أخبِرْكَ، نجدُه الرَّجمَ، ولكنَّه كَثُرَ في أشرافنا، فكنَّا إذا أخذنا الشَّريفَ تركناه، وإذا أخذنا الضَّعيفَ أقمنا عليه الحدَّ، فقلنا: تعالَوا فلنجتمِع على شيءٍ نُقيمُه على الشَّريف والوضيع، فجعلنا التَّحميم والجَلد مكانَ الرَّجم، فقال رسول الله صلعم: اللَّهمَّ إنِّي أوَّلُ مَن أحيا أمرَك إذ أماتوه. فأمرَ به فَرُجِمَ، فأنزل الله ╡: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ...} إلى قوله: {إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ} [المائدة:41] يقول: ائتوا محمَّداً، فإن أمرَكم بالتَّحميم والجَلد فخذوه، وإن أفتاكم بالرَّجم فاحذروا، فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44]، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة:45]، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة:47] في الكفَّار كلُّها».
          وليس لعبد الله بن مُرَّة عن البراء في الصَّحيح غير هذا الحديث.


[1] المُحَمَّمُ: المُسَوَّدُ الوجْهِ مفَعَّلٌ من الحُمَمِ.والحُمَمُ: الفحم، والتحميم: تسويد الوجه.